اكد الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في الاحتفال المركزي بذكرى الشهداء القادة بعنوان “مقاومة لا تهزم”، في “مجمع سيد الشهداء” في الضاحية الجنوبية لبيروت “اننا نحتاج في هذه المرحلة الى أن نستلهم من الشهداء القادة الكثير. ونبارك ذكرى انتصار الثورة الاسلامية للقائد الخامنئي ولاخواننا في ايران رئيسا وحكومة وشعبا، ونتمنى لهذه الجمهورية المزيد من العز والقوة والتطور”.
اضاف : في الذكرى ال11 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري نرى من واجبنا الاخلاقي رغم الخصومة السياسية مع بعض ورثته، أن نتوجه بتجديد التعزية والتعبير عن مشاعر المواساة في هذه الذكرى، التي نتأمل أن يأتي يوما وتجمع اللبنانيين، ونبارك الذكرى ال10 لتفاهمنا مع التيار الوطني الحر الذي تطور الى تحالف”.
وعن القادة الشهداء قال:”قادتنا جزء من معركتنا المفتوحة مع العدو والمشروع الاميركي الصهيوني، وهم باقون معنا بأسمائهم وأرواحهم وعطاءاتهم، معنا في الفكر والوعي والعمل والجاد والميدان والثأر الذي لم ولن ينسى. نجن نحيي ذكرى القادة كل عام لنستمد منهم الصبر والثبات في مواجهة التحديات القائمة والقادمة، ونحن ببركة قيادتهم وتوجيهاتهم وتضحياتهم ودمائهم انتقلنا من نصر الى نصر، وذقنا طعم العزة والكرامة، والقدرة على اسقاط المشاريع الكبرى التي تستهدف وطننا”.
وتابع: “الاسرائليون ومعهم حكومات عربية، يدفعون بقوة باتجاه الحديث عن الصراع السني الشيعي، والتصوير أن كل ما يجري في المنطقة هو صراع سني شيعي، هو صراع سياسي كما في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ولبنان، فالعنوان الطائفي يخدم مصالحهم
،، ان تقديم ايران كعدو وكذلك نظام الأسد وحزب الله،
وتجاهل العدو الحقيقي وهو اسرائيل،
يظهر ان هناك تطابقا بين الادبيات الاسرائيلية وبعض الاعلام العربي،،
واردف: ” ان تقديم ايران كعدو وكذلك نظام الأسد وحزب الله، وتجاهل العدو الحقيقي وهو اسرائيل، يظهر ان هناك تطابقا بين الادبيات الاسرائيلية وبعض الاعلام العربي وخصوصا السعودي والخليجي. فالاسرائيلي يعتبر أن تطورات المنطقة فرصة ذهبية ليقدم نفسه صديقا لاهل السنة في العالم العربي والاسلامي، هو في مرحلة من المراحل قدم نفسه صديقا وحاميا للمسيحيين في لبنان وسوريا، وحاميا للشيعة في لبنان عام 82 بوجه الفلسطيين، ولكن الوقاحة وصلت أن يقدم نفسه صديقا وحليفا وحاميا لأهل السنة. ويتم استغلال الظروف لنقل بعض العلاقات من تحت الطاولة الى فوق الطاولة، والعناق والمصافحة نجدها في ميونيخ مع السعوديين والخليجيين”.
اضاف:”والذين نحتفل اليوم بذكراهم اغتالتهم اسرائيل بالرصاص والغارة الجوية والسيارة المفخخة، وهم يواصلون القتل والاغتيال، والقنطار لن يكون الاخير”.
وسأل: “هل تقبلون صديقا أيتها الحكومات العربية ما زال يحتل أرضا سنية؟ هل تصادقون كيانا أرتكب أهول المجازر في التاريخ بحق أهل السنة؟ من الذين يمنع عودة ملايين الفلسطينيين الى ديارهم؟ هؤلاء الصهاينة صادورا الحرم الابراهيمي وينتهكون حرمة المسجد الاقصى وهي أوقاف سنية، وفي كل يوم كم من حرب تشن على غزة وعشرات آلاف الشهداء، وفي كل يوم قتل لشباب وشابات وأطفال وشيوخ فلسطين أمام مرأى العرب والمسلمين وامام الحكام الذين يقولون زورا أنهم سنة. وكيف يتعرض الفلسطينيون للمهانة في كل ساعة وكل يوم أليسوا من أهل السنة؟ كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم اسرائيل على أنها صديق وحام، ما هذا الخداع الذي يمارسه الاعلام العربي ويخترعون أعداء آخرين. كيف تتخذ اسرائيل صديقا وحليفا وحاميا وهي التي فعلت ما فعلت. كل الذين قتلوا واستشهدوا واعتقلوا من أبناء الشعوب العربية ألم تكن أغلبيتهم الساحقة من أهل السنة؟ هذا الامر يجب أن يواجه بجدية. هذه مسؤولية العلماء والناس، أن يرفضوا التضليل والتآمر، والا فلسطين ستضيع الى الابد، والمقدسات الاسلامية والمسيحية ستضيع ايضا الى الابد”.
ولفت نصرالله الى ان “اسرائيل تعاطت مع الاحداث السورية بأنها فرصة لتغيير النظام وحلقة الفصل الاساسية وعمود خيمة المقاومة، واذا كسر هذا العمود سيتلقى ضربة قاسية جدا، لا قيم اخلاقية عند الاسرائيلي بل فقط مصالح. من زاوية مصلحة اسرائيل زوال النظام السوري لاعتبارات ترتبط بمصالحها. لأنهم يعتبرون أن هذا النظام كان ومازال وسيبقى يشكل خطرا من خلال موقعه على مصالح اسرائيل في المنطقة، لذلك هم من اليوم الاول كانوا جزءا من المعركة على سوريا استخباراتيا ولوجسيتيا، وقدموا تسهيلات عبور في أكثر من مكان في لبنان والاردن، وكانت اسرائيل من خلف الستار تحضر كل ما يمكن أن يحرض ضد سوريا”.
وتابع: “اسرائيل تلتقي بقوة مع السعودي والتركي، اسرائيل تتفق مع السعودية وتركيا على انه لا يجب ولا يجوز أن يسمح بأي حل يؤدي الى بقاء الاسد ونظامه حتى لو حصلت تسوية ومصالحة وطنية سورية سورية. هذا الامر مرفوض سعوديا وتركيا واسرائيليا، لذلك هم يعطلون المفاوضات ويعيقون ذهاب الوفود، ويضعون شروطا مسبقة ويرفعون الاسقف التي لم تعد مقبولة اوروبيا وأميركيا، ولا مشكلة لهم باستمرار الحرب، ويعتبرون أي مصالحة وطنية خطرا يرفضونه وخصوصا على اسرائيل”.
،،الارادة أنتصرت حتى الان وهي رغم النزيف قوية جدا
على مستوى القيادة والجيش والقوى الشعبية والحلفاء،،
وقال: “اسرائيل تدعو وبكل وقاحة الى تقسيم سوريا على اساس عرقي وطائفي. قالوا دولة سنية، دولة علوية ودولة كردية، واعتبروا انه اذا تم تقسيم سوريا الى دويلات وأنه يمكن التفاهم والتواصل مع هذه الدويلات وصولا الى مرحلة التحالف، لذلك هم يرفضون حصول مصالحة وطنية سورية، ويتعبرون أن الافضل أن تقسم سوريا من أي يحصل تسوية تبقي النظام والرئيس. اسرائيل هي شريك في الحرب على سوريا، وفشلت في سوريا لان هدفها اسقاط النظام وهذا لم يتحقق، وفشلت في أن توصل سوريا الى مرحلة التقسيم لان الجيش السوري والقوى الشعبية عندما يقاتلون في اللاذقية وحماة وحلب وحمص يؤكدون رفض القسيم، وما يقال أن القتال هو لايجاد دويلة هو كذب وافتراء”.
واردف:”وفي تركيا أيضا سقط مشروع الامبراطورية العثمانية الحديثة التي كان ستمتد الى لبنان والعراق والاردن وشمال مصر. والمشروع السعودي في سوريا سقط ويتجرع كأس أحقاده وفشله. لا نتحدث عن هزيمة كاملة بل فشل”.
وقال نصرالله: “نحن أمام انتصارات كبيرة في محورنا، لا أتحدث عن نصر كامل بل تطورات ميدانية هائلة وضخمة. في ريف اللاذقية، هناك قريتان قبل حسم المعركة، في ريف حلب هناك انهايارت كبيرة للجماعات المسلحة والجيش السوري يدخل الى بعض المدن دون قتال، وهذا يدل أن هناك مسارا جديدا في سوريا والمنطقة، وهذا فتح الباب أمام مستجد جديد له انعكاس على سوريا والعالم… هذه الهزائم دفعت بالسعودية وتركيا الى تدخل بري لمحاربة داعش وضمن الائتلاف الدولي بقيادة أميركا، هذا تطور مهم جدا اذا حصل واذا لم يحصل. وفي كل الاحوال هم يريدون أن يجدوا موطىء قدم لهم في مواجهة المحور الاخر، أي هم جاهزون أن يأخذوا المنطقة الى حرب اقليمية وحرب عالمية، وليسوا جاهزين أن يقبلوا بتسوية حقيقية في سوريا”.
وتابع:”المهم أن يعلم الجميع أن الارادة أنتصرت حتى الان وهي رغم النزيف قوية جدا على مستوى القيادة والجيش والقوى الشعبية والحلفاء، ولن يسمح لا لداعش ولا للنصرة ولا للقاعدة ولا لاميركا أن يسيطروا على سوريا، ولا لاسرائيل أن تحقق أحلامهما وأهدافها. وستبقى سوريا عمود خيمة المقاومة في سوريا، ونحن في حزب الله ومن قوافل شهدائنا خلال السنوات الماضية ومن موقع التضحيات أقول لكم نحن نفتخر أننا مجاهدون وعوائل شهداء، نفتخر أننا ساهمنا بجهدنا في مواجهة هذه المشاريع الخطيرة وافشالها. والذين يقفون هناك، هم كشهداء المقاومة في حرب تموز، الذين أسقطوا مشروع الشرق الاوسط الجديد. نحن أقوى ايمانا وعزما على مواصلة الالتزام بهذا الخيار، ونحن نصنع جنبا الى جنب مع الجيش السوري الانتصار تلو الانتصار، في الايام الاتية والسنوات الاتية والقرون الاتية، وسوف نبقى حيث يجب أن نكون، وسنصنع الانتصارات”.
واشار نصرالله الى انه “خلال العام الماضي في المؤتمرات والندوات تحدث المسؤولون الاسرائيليون عن قدرات حزب الله وتطور امكاناته وصواريخه وعن منظوماته، ووضعوا عنوان اسمه حرب لبنان الثالثة، ويقولون ان التهديد العسكري الاساسي هو حزب الله. حزب الله خطر على المشروع الصهيوني وعلى اطماع اسرائيل وعائق في وجه مشاريع اسرئيل وعندما تشخص أن المقاومة خطر مركزي فهي ستعمل على ازالة هذا الخطر، ولازالة هذا الخطر هناك طرق عديدة أهمها الحرب وازالت المقاومة من الوجود أي الحرب الشاملة. الخيار الثاني الذي تلجأ له كل الدول هو وضع هذا الخطر أمامهم ومحاصرته سياسيا شعبيا اعلاميا وماليا وقطع خطوط الامداد وقتل واغتيال قياداته واختراقه أمنيا من خلال الجواسيس تشويه صورته في العالم، وانكفاء الحاضنة الشعبية حتى يصبح هزيلا ضعيفا.اسرائيل جربت الطريق الاول، ففي حرب تموز كان هدفها القضاء على المقاومة وهذا لم يحصل، والطريق الثانية هم يمشون فيها منذ زمن”.
اضاف: “الآن يعملون على تحويل حزب الله من منظمة ارهابية الى منظمة اجرامية، واتهامنا بالاتجار بالمخدرات وغسيل الاموال، وقتل الاطفال واغتصاب النساء، هذه ماكينة اعلامية دولية وخليجبة تعمل على مدى ساعات، هذا جزء من الحرب لمصلحة اسرائيل، مصلحة المشروع الاسرائيلي للنيل من أي دولة مقاومة وأي نظام مقاوم، وصولا الى الحرب النفسية والحديث عن حرب لبنان الثالثة، ولكن يبدو أن هذه الحرب النفسية لا تنفع كون الشعب اللبناني منشغل بالداخل”.
وتابع:”الحرب النفسية لن تجدي معنا، نحن لن نتراجع ولن نستسلم ولن نضعف وسنواصل جهوزية قدراتنا العسكرية، ونحن لا ندعي أننا نملك اعلاما بقوة ذلك الاعلام بل نواجهه بمصداقيتنا وتاريخنا وحاضرنا، نواجهه بطهارة السيد عباس الموسوي وزهذ الشيخ راغب حرب وتواضع عماد مغنية، وبالانجازات والانتصارات، نحن نواصل العمل. البعض يقول أن الفرصة الاقليمة لاسرائيل متاحة لشن حرب على لبنان وأن تضرب المقاومة وتعيدنا 20 سنة الى الوراء. اسرائيل لا تحتاج ظروفا اقليمة ولا دولية لتشن حربا، الظروف الاقليمية دائما مساندة لاسرائيل، هناك شيء وحيد يمنع اسرائيل من أن تشن حربا، هو وجود من يمنعها في لبنان من اللجوء الى ذلك، أي وجود مقاومة وحضن لها هو شعبها وجيشها الوطني، مقاومة تمنع تحقيق انتصار اسرائيل”.
وأعلن قائلا: “لديكم في لبنان مقاومة قوية وذات عنفوان ومقدرات جديدة ودفاعية وهجومية، وهي قادرة على إلحاق الهزيمة باسرائيل في أي حرب قادمة. وعندما نحفظ هذه المقاومة ونساندها نمنع الحرب على لبنان، اسرائيل تقول أنها ستسدهف كل المناطق في الحرب القادمة وليس فقط مناطق محددة، ولكن نحن نشكل هذا المانع وهذا الحاجز واسرائيل تقوم بحساباتها. أحد الخبراء الاسرائيليين يقول أنه سكان حيفا يخشون من هجوم قاتل على حاويات مادة الامونيا، التي تحتوي على اكثر من 15 ألف طن من الغاز والتي ستؤدي الى موت عشرات آلاف السكان، الشعور هناك صعب جدا والحكومة الاسرائيلية تهمل 800 ألف شخص، هذا الامر كقنبلة نووية تماما، أي أن لبنان اليوم يمتلك قنبلة نووية اليوم، أي أن أي صاروخ ينزل بهذه الحاويات هو أشبه بقنبلة نووية”.
وختم: يجب أن نتمسك بهذه القدرة لانها تمنع حرب لبنان الثالثة. نحن لا نسعى الى الحرب ولا نريدها، ويجب أن نكون جاهزين لها حتى نمنعها وأن نفشلها اذا حصلت، هذا موقف القادة. ونحن في ذكرى شهادتهم نعرف أن لاسرائيل قدرات ونحن ندرسها، وان كنا منشغلين في سوريا.
نقول للشيخ راغب سيبقى الموقف سلاحنا، وللسيد عباس لقد ححفظنا الوصية، وللحاج عماد مغنية ان عشرات آلاف المقاومين يصنعون الانتصارات على مستوى الامة”.
16-2-3016
POST A COMMENT.