هل يمهد كلام الحريري لتسوية جديدة في لبنان؟

عفيف دياب ||

تفاوتت ردود الفعل اللبنانية على مقابلة سعد الحريري التلفزيونية الأولى من السعودية مساء الأحد بعد إعلان استقالته من رئاسة الحكومة، وكانت المقابلة محط متابعة سياسية وشعبية في لبنان.

ووصف مراقبون في بيروت نبرة الحريري في مقابلته التلفزيونية بأنها لم تكن تصعيدية، بل جاءت خلافا لنبرته العالية في خطاب استقالته في الرابع من الشهر الجاري.

ويضيف هؤلاء أن الحريري وإن لم يخرج نسبيا عن مضمون بيان استقالته إلا أنه ترك الباب مواربا تمهيدا لإعادة إنتاج تسوية جديدة تكون مرضية له وللسعودية، ولبقية القوى المشاركة في التسوية السياسية اللبنانية.

وشكك أكثر من طرف في بيروت بعد إطلالة الحريري في نوايا الرجل الحاسمة إزاء الاستقالة من رئاسة الحكومة، ونقل مقربون من رئيس الجمهورية ميشال عون ارتياحه لكلام الحريري.

وقالوا إن عون أبدى ثلاث ملاحظات إيجابية تكونت لديه في أعقاب مقابلة الحريري التلفزيونية، وهي تمسك الحريري بالدستور إزاء موضوع الاستقالة ووجوب تقديمها لرئيس الجمهورية مباشرة.

والإيجابية الثانية تأكيد الحريري أن التسوية السياسية لا تزال قائمة وأنه حريص على العلاقة السياسية والشخصية مع رئيس البلاد، وثالثا قوله عن إمكانية العدول عن استقالته.

أما رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري فعلق على كلام الحريري وقال إن “العدول عن الاستقالة فيه عدالة”.

والارتياح الرسمي لكلام الحريري قابله ارتياح حزبي وشعبي واسع في لبنان؛ فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قال في تغريدة على موقع تويتر إنه ما زال من الممكن إنقاذ التسوية السياسية “إذا التزمت الحكومة فعليا وعمليا بسياسة النأي بالنفس”.

في حين قال زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تغريدة له إن سعد الحريري “يبقى رجل التسوية والحوار ورجل الدولة بالرغم من كل الصعاب والعقبات والعثرات”.

 مصير التسوية

وفي ظل هذه الأجواء الإيجابية تجاه مواقف سعد الحريري، هل التسوية التي نسجها مع عون وحزب الله سابقا ما زالت قائمة؟ أم أن لبنان بحاجة إلى تسوية جديدة؟ أو أن الإطلالة تعد تراجعا سعوديا عن التهديد والوعيد للبنان؟

المحلل السياسي إبراهيم بيرم اعتبر أن إطلالة الحريري هي بحد ذاتها تراجع سعودي عن الموقف الذي كان أطلقه الحريري من الرياض قبل نحو عشرة أيام.

وأضاف للجزيرة نت أن السعودية تريد من الاستقالة “إغراق المشهد اللبناني بتناقضاته وأن تجره للضغط على حزب الله”.

ويتابع أن هذا الأمر لم يتحقق، بل كانت هناك خطة مضادة من رئيس الجمهورية وتيار المستقبل تحت عنوان عودة الحريري أولا إلى البلاد.

وقال بيرم إن مصير التسوية معلق إلى حين عودة الحريري إلى لبنان، وما إذا كان سيقدم استقالته رسميا ويغادر البلاد أم أنه سيضع شروطا جديدة لتسوية جديدة.

 ورأى الباحث والمحلل السياسي ربيع دندشلي أن الحريري بإطلالته التلفزيونية وضع النقاط على الحروف. وأضاف للجزيرة نت أن المقابلة كانت واضحة؛ حيث أكد الحريري أنه في مواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، مشيرا إلى أن السعودية قد تعطي فرصة جديدة للحريري ليرأس الحكومة اللبنانية.

وأوضح أن حكومة التسوية في لبنان لم تقم بدورها المطلوب منها لمواجهة المشروع الإيراني، ولن يكون بإمكان الحريري العودة إلى لبنان إلا ضمن اتفاق جديد.

ويرى دندشلي أنه لا بديل عن الحريري، وأنه بمقابلته ردد صدى ما يدور في الكواليس السعودية.

الجزيرة نت

13\11\2017

Facebook Comments

POST A COMMENT.