كفرشوبا.. كبارنا

عفيف دياب ||
أن يحدثك “كبار” كفرشوبا عنها، فهذا كل الحب لك ولهم ولها. لا تكتمل هكذا جلسات بلا ارتشاف القهوة “الشوبانية” التي تفوح طيب رائحتها من #اليمن إلى بلاد عبد القادر الجزائري وصولاً إلى #الشام و#فلسطين درة التاج. قلق العم “أبو ناظم القادري” على مصير القرية لا يقل عن قلق “ابو نزار العقيبة” وحنينهما إلى تلال شوبا ومروجها وحوارات “الرعيان” من تلة “وذاذ” إلى وادي خلة “شباط”، ومن أعلي رويسات العلم إلى ضفاف البركة والعين العذبة، ومن برج “المطليْن” إلى كروم “الصوان” و”الدبغي”.
العائدون من “كبارنا” إلى كفرشوبا بعد حرب مدمرة، لا يحدثونك سوى عن خوفهم على مصير ما تبقى من القرية، وكيف يمكن لهم أن يورثوا الاحفاد غير إعادة بناء البيوت المهدمة والمتصدعة والمتهالكة. العم “أبو عادل القادري” لم يتعب من إعمار منزله وصقل حجارته منذ العام 1969 وحتى اليوم. أأتعبك الزمن يا “بو عادل”؟ لا يدعك تكمل سؤالك. سؤال مستهجن بالنسبة له:”نحن هنا في كفرشوبا لا نتعب.. ولكننا نشتاق إلى بساتيننا وكرومنا وتلالنا والسهرات العامرة بلا قلق أو خوف من تهجير سابع أو تاسع”.
في كفرشوبا يحدثونك ايضاً عن السنديان والزيتون وسلال تين حارسة ذاكرتنا”أم علي” وكل “الحلا” .. وعن سنديانات “العجمي ومباركة والشيخ سلام” المعمرة، وعن وسنديانة الساحة التي وهبت عمرها للضيعة قبل أن تدمرها طائرات الاحت..لال في العام 1975. يتذكر أحمد غانم ومحمد بو ناظم طفولتهما في ساحة شوبا ومراجيح العيد، ويحدثك “ابو بلال خليفة” عن “نوبة” آل القادري و”الدعسة” وصولاً إلى #جورج_حبش في مشهد درامي من فيلم تاريخي طويل.
قرية “الاله شوبا” وبقايا معبده في اعالي #جبل_الشيخ، ليست قرية عابرة في سرد تاريخ تاريخنا المتعب، ولا في لعنة موقعها الجغرافي، بل هي أول الطريق إلى أرض البرتقال، قالها “كبارنا” وكتبها #غسان_كنفاني.

Facebook Comments

POST A COMMENT.