سعد الحريري

عفيف دياب ||
لقد فعلها سعد الحريري. لا فرق هنا بين العزلة أو الإعتزال. كانت بذرة زرعها في باطن عقله بعد اعتذاره عن تشكيل الحكومة في تموز العام 2021. نمت الفكرة بهدوء خلال رحلة استجمام. استمزج بهدوء رأي اقرب المقربين إليه واوثقهم عنده وكان قد انسحب من الحياة العامة. وصلت اصداء الفكرة إلى ديوان محمد بن سلمان في المملكة السعودية بعد أن سربها مساعد موثوق عند الحريري إلى صحيفة لبنانية. لا تعليق يذكر سوى :” ليقضي الله أمرًا كان مفعولا“. ربما علينا أن نستعين بتفسير الفقيه البخاري ليعطي تعليق ابن سلمان معناه في العام 2022. آه..لقد اختار سعد الحريري موقع معركته؟ ربما. ساحة الصمت أقوى، ولا فرق هنا بين العزلة والإعتزال والصمت إلى ما بعد بعد صلاة الاستخارة.
وأما بعد. فوجىء أصدقاء وأعدقاء في بيروت ما نشر عن نية الشيخ سعد. نشطت الخطوط الهاتفية والزيارات لدارة الرجل في أبو ظبي. سمعوا أجوبة ملتبسة لم تخل من قهقهات. راهن البعض منهم على رفض المملكة السعودية لقرار الرجل. فوجئوا بصمتها المتشدد ومرة أخرى:”ليقضي الله أمرًا كان مفعولا“.
الفتنة؟ اللعنة على من يوقظها هنا. لبنان ليس العراق، وبيروت ليست بغداد. قالها سعد الحريري بلا غموض أو التباسات أمام جمع يعرف أن أحدهم سيوصل كلامه إلى ديوان في المملكة:”لن أفعلها مهما كلفني الأمر”.
يعرف سعد الحريري انه في أرذل أيامه السياسية والمالية وأعقدها تكتيكاً في صراع جبابرة الإقليم: إيران والسعودية وتركيا. لم يبق امام وارث المشروع السياسي- الاقتصادي عن والده سوى الإنسحاب بهدوء وبلا ضجيج. انسحب الشيخ وانسحب حبل الكلام على غاربه.
 

Facebook Comments

POST A COMMENT.