بيروت في زمن الكورونا

عفيف دياب ||
لم تكن بيروت يوماً صامتة منذ أن صارت. سكونها الليلي الفريد يسمعك تلاطم أعشاب بحرها. لم اعهد هذه العاصمة العصية على الموت في الحروب والحصارات وفي محاولات غزوها الوقحة؛ هادئة إلى هذا الحد من النقاء. تجول في شوارعها وتكتشف فجأة أن بيوتاً جميلة قد نبتت، وربيعاً لم نكن نلحظ أزهاره قفز في غفلة منا من بين عماراتها المتواضعة وحتى تلك الفارهة الفارغة.
ها نحن اليوم نكتشف عاصمتنا بيروت لأول مرة بعد أن عبثنا بها وافسدنا رائحة طيّونها، ولم نترك حبة تراب واحدة لينبت القصب بين جنباتها، ولا تركنا فسحة لجذور الياسمين فيها.
ها نحن اليوم نكتشف عاصمتنا بيروت بعد أن مزقنا هويتها الإنسانية الجامعة وتركنا الأقزام واللصوص يعيثيون خراباً في قرميدها وبحرها.
5 \4\2020

Facebook Comments

POST A COMMENT.