زيارات بيلنغسلي إلى لبنان.. لماذا تثير مخاوف بيروت؟

عفيف دياب ||

أثارت مباحثات مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلنغسلي على مدى يومين مع مسؤولين ماليين لبنانيين، جدلا في الأوساط السياسية بلبنان.

وهدفت الزيارة إلى تشجيع لبنان على “اتخاذ الخطوات اللازمة للبقاء على مسافة من حزب الله وغيره من الجهات الخبيثة”، بحسب ما جاء في بيان أصدرته السفارة الأميركية في بيروت، إثر وصول بيلنغسلي إلى العاصمة اللبنانية وقبيل بدء لقاءاته مع المسؤولين الرسميين والماليين الكبار من مؤسسات مالية ومصرفية متنوعة.

ولم تعد نوايا زيارات بيلنغسلي المتكررة إلى بيروت خافية على أحد في لبنان، فقد ركز في زيارته الأخيرة على وجوب مواجهة حزب الله ماليا والبقاء على مسافة منه، ولا سيما أن الإدارة الأميركية كانت أدرجت الحزب على قائمة “المنظمات الإرهابية” سنة 1997، فضلا عن فرضها عقوبات على مسؤولين منه أو مقربين أو متهمين بعلاقة مالية أو تجارية معه.

وقال بيلنغسلي في جلسة مغلقة مع إعلاميين لبنانيين إنه لم يأت إلى لبنان بلائحة جديدة لإدراج مصارف لبنانية على لائحة العقوبات الأميركية، مؤكدا عدم وجود “سوء نية تجاه المصارف اللبنانية”.

شراكة قوية
كما أشاد بالقطاع المصرفي اللبناني وتعاونه لمكافحة ما وصفه بتمويل الإرهاب ومحاربة الفساد، والتزامه بالتعميمات الدولية وبـ”الشراكة القوية بين الولايات المتحدة ولبنان، وثقة الحكومة الأميركية -بشكل عام- في القطاع المالي اللبناني”.

وخلال لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، وحاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، وجمعية مصارف لبنان؛ جدد بيلنغسلي قرار بلاده “معاقبة حزب الله” وتجفيف مصادر تمويله.

وسمع بيلنغسلي من رئيس البرلمان نبيه بري -بحسب بيان من الأخير- “ما يجب أن يقال”، وأنه أبلغه “ما يجب أن ينقله إلى إدارته انسجاما مع ما تمليه علينا المصلحة الوطنية العليا تجاه لبنان ومؤسساته وإنسانه وثوابته التي لا نساوم عليها”.

تخوفات بيروت
وبحسب مراقبين، تتخوف بيروت من تصاعد العقوبات الأميركية على حزب الله وشمولها شخصيات سياسية ومؤسسات مالية ورجال أعمال، بتهم قربها من الحزب أو تعاملها معه.

وفي السياق، يقول الكاتب السياسي سركيس أبو زيد للجزيرة نت إن الولايات المتحدة الأميركية تخوض حربا ناعمة ضد محور المقاومة، بغية الضغط على الوضع اللبناني ومحاصرة حزب الله. وأعرب أبو زيد عن اعتقاده بوجود لائحة أميركية تضم أسماء شخصيات ومؤسسات وقوى سياسية من بيئة المقاومة أو مقربة منها، قد تفرض عليها عقوبات بهدف منعها من دعم المقاومة وتشكيل ضغط عليها. ورأى المتحدث أن زيارة مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب للبنان “حمّلت أكثر مما تحتمل”، وزيارته كانت استطلاعية وهدفها حاليا الضغط السياسي قبل أن يتحول إلى ضغط مالي لاحقا.

إجراءات لبنانية
من جهته، قال حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة إن القطاع المصرفي سليم ويسجل أرباحا، مضيفا للجزيرة نت أن النظام المصرفي اللبناني ومعه مصرف لبنان مقبولان دوليا ومنخرطان بالصيرفة العالمية، وذلك بسبب الإجراءات التي اتخذها مصرف لبنان والقوانين التي أصدرها البرلمان. ويضيف سلامة للجزيرة نت أن إجراءات المصرف المركزي وقوانين مجلس النواب ذات الصلة تساعد لبنان على تجاوز هذه المرحلة.

 الجزيرة نت

24\9\2019

 

 

Facebook Comments

POST A COMMENT.