جزار معتقل الخيام عاد إلى لبنان: فضيحة سياسية واخلاقية
عفيف دياب||
رفعت النيابة العامة العسكرية في لبنان دعوى قضائية ضد القائد العسكري السابق لمعتقل الخيام الشهير إبان فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان عامر إلياس فاخوري. ويأتي الادعاء الذي جاء بمواد قانونية تصل عقوبتها إلى الإعدام بعد عودة فاخوري إلى بيروت (4 سبتمبر/أيلول 2019) قادما من الولايات المتحدة الأميركية التي فر إليها بعد تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000.
ومكث فاخوري فترة في فلسطين المحتلة ومنح جواز سفر إسرائيليا خوله مغادرة تل أبيب إلى واشنطن، حيث استطاع الحصول على الجنسية الأميركية لاحقا.
غضب شعبي
وأحدثت عودة فاخوري غضبا شعبيا، واستدعت تحرك الأجهزة الأمنية والقضائية لمعرفة طريقة دخوله إلى البلاد عبر مطار بيروت دون توقيفه أو اعتقاله، ولا سيما أنه مطلوب للقضاء بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي وارتكاب جرائم حرب ضد معتقلين وأسرى كان يقدم على تعذيبهم داخل معتقل الخيام.
وقد أسفرت التحقيقات الأولية عن توقيف عميد في الجيش اللبناني بتهمة تسهيل مرور فاخوري، حيث يخضع حاليا للاستجواب لدى الجيش اللبناني. وكشفت مصادر مطلعة للجزيرة نت أن فاخوري كان قد تلقى تطمينات من جهات لبنانية نافذة في السلطة تضمن له العودة إلى بيروت دون التعرض للتوقيف أو المحاكمة على أفعاله.
وأضافت هذه المصادر -التي فضلت عدم الكشف عن هويتها- أن هناك من أقدم في بيروت على حذف اسم فاخوري وعدد من عملاء إسرائيل من مذكرات التوقيف القضائية وخلاصات الأحكام الغيابية الصادرة بحقه وأكثر من 50 آخرين.
ووصفت ما جرى بـ”الفضيحة السياسية والأخلاقية”، مشيرة إلى أن هذه التهم لا تسقط بمرور الزمن.
جريمة ثانية
من جهته، قال نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي إن فاخوري متورط بجرم ثانٍ هو حمله الجنسية الإسرائيلية، وإن هذا الجرم مستمر لا يسقط بمرور الزمن.
ويرى الكاتب الصحفي حسن عليق أن فاخوري عاد إلى لبنان بالتنسيق مع مسؤولين رفيعي المستوى في الدولة اللبنانية.
وأضاف عليق في حديث للجزيرة نت أن هناك من سحب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من قبل الجيش اللبناني، موضحا أن قرارا كهذا لا يمكن أن يتم “إلا من جهات عليا في الدولة اللبنانية”. وأكد أن فاخوري لم يأتِ إلى لبنان صدفة و”إنما جاء بعد أن أخذ ضمانات من جهات عليا وأنه لن يتم التعرض له”. ويرى أن التعاطي مع ملف عملاء إسرائيل في لبنان كان بطريقة “وضيعة لم تحترم الأمن الوطني وضروراته”. ويقول عليق إن فاخوري ليس عميلا إسرائيليا عاديا “بل هو من العملاء الخطرين ويعتبر من الصف الأول وبالتالي لا تسقط عنه الجرائم التي ارتكبها بحق اللبنانيين والمعتقلين والأسرى على وجه الخصوص”.
جزار الخيام
وفاخوري أو “جزار الخيام” كما يصفه أسرى ومحررون من معتقل الخيام متهم بممارسة أبشع صنوف التعذيب بحق المعتقلين المناهضين للاحتلال الإسرائيلي، وأسروا في عمليات للمقاومة أو اعتقلوا من منازلهم.
ويقول الأسير المحرر عفيف حمود -الذي أمضى 11 سنة في معتقل الخيام بسبب انخراطه في جبهة المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي- إن العميل فاخوري مارس بحقه تعذيبا جسديا ونفسيا ممنهجا. ويضيف حمود للجزيرة نت أن جميع المعتقلين في الخيام منذ 1987 وحتى العام 2000 تعرضوا مباشرة للتعذيب والقتل العمد من قبل العميل فاخوري وعناصره، مطالبا بمحاكمته وإنزال أشد العقوبات به، وأن تكون المحاكمة في ما تبقى من معتقل الخيام.
الجزيرة نت
14\9\2019
Facebook Comments
POST A COMMENT.