عفيف دياب || يخيّم هدوء حذر على طول خط الحدود اللبنانية مع إسرائيل، ويواصل اللبنانيون في قراهم وبلداتهم المتاخمة للحدود حياتهم بشكل طبيعي نسبيا، في وقت سجل فيه تراجع حركة الآليات العسكرية الإسرائيلية التي كان يلحظها السكان على مدار الساعة.
ولم يغير التوتر المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله منذ مساء السبت الماضي، كثيرا في تفصيلات السكان اليومية سوى انتظارهم تنفيذ حزب الله لتوعد أمينه العام حسن نصرالله بالرد.
وهدد نصر الله بالرد على سقوط الطائرتين المسيرتين في ضاحية بيروت الجنوبية وما سبق سقوطهما من غارة إسرائيلية استهدفت منزلا للحزب في عقربا قرب العاصمة السورية دمشق ومقتل عنصرين من مقاتليه، والقصف الجوي لموقع تابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، قرب قرية قوسايا عند الحدود مع سوريا.
وبالتزامن مع هذا الهدوء الذي يخيم خصوصا على منطقة جنوب لبنان، وبانتظار رد حزب الله، تكثفت الاتصالات السياسية في بيروت لتطويق التصعيد الإسرائيلي.
بشائر الانتصار
وبرز الانسجام الرسمي في وحدة الموقف السياسي العام من الاعتداءات الإسرائيلية، وهو ما اعتبره رئيس البرلمان نبيه بري أنه بمثابة “أول بشائر الانتصار على مستوى الوحدة الوطنية”.
واستكمل هذا الانسجام بموقف صدر عن الاجتماع الطارئ لمجلس الدفاع الأعلى، أكد حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل ضد أي اعتداء، وسبقه موقف للحكومة يدين بشدة هذه الاعتداءات الإسرائيلية بالتزامن مع اتصالات أجراها رئيسها سعد الحريري مع رؤساء البعثات الدبلوماسية العاملة في لبنان. كما دعا دولهم إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخرقها للقرار 1701، وهذا ما طالب به أيضا في اتصاله الهاتفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف آملا منه تدخل موسكو لِلجم إسرائيل ووقف خرقها للقرار الدولي.
ارتياح حزب الله
ووجد حزب الله في وحدة الموقف الرسمي اللبناني من التصعيد الإسرائيلي، قيمة مضافة، كما يقول مقربون منه، تحمي ظهره في الداخل إذا ما تصاعدت الأمور العسكرية من قبل إسرائيل بعد رده المرتقب على اعتداءيها في ضاحية بيروت وقرب دمشق، والتدحرج نحو مواجهة عسكرية واسعة وشاملة.
وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي ميشال أبو نجم إن إسرائيل تنفذ من أي شرذمة داخلية وتحاول استغلال التناقضات اللبنانية، مضيفا أن الموقف الرسمي الحالي أظهر مشهدا مناقضا لانقسام حرب تموز 2006، وهو ما يسد على الكيان الإسرائيلي أي منافذ لزيادة ضغطه وإرهابه على مقومات قوة لبنان.
ويضيف أبو نجم للجزيرة نت أن “قوة لبنان من قوته الدفاعية، وهي مقولة جديدة يبرزها التضامن اللبناني في وجه إسرائيل، وهي فعالة لأنها تغطي فراغ القوة التقليدي الذي جعل في السابق لبنان ودول المشرق مستباحة”. وأعرب عن اعتقاده أن “قوة لبنان تساعد اليوم في حماية سيادته وثرواته الطبيعية”، وأن “كل التناقضات الداخلية يجب أن تبقى ثانوية أمام وحدة الموقف في وجه كيان عدواني هو السبب الأساس في مآسينا”.
توقيت الرد
وعما سيفعل حزب الله بعد نيله موقفا رسميا موحدا بعد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة؟ يقول الكاتب الصحفي رضوان عقيل إن المعلومات التي باتت شبه مؤكدة أن “ضربة” حزب الله باتت أمرا حتميا لا تراجع عنها.
ويضيف للجزيرة نت أن قرارا سياسيا صدر من قيادة حزب الله بوجوب الرد على إسرائيل، وأن الأمر أصبح بعهدة قيادة المقاومة التي تنتظر الفرصة المناسبة لتوجيه ضربة لقوات الاحتلال الإسرائيلي. ويعرب عقيل عن اعتقاده أن موعد رد حزب الله سيكون قبل الانتخابات الإسرائيلية البرلمانية في 17 أيلول/تموز المقبل، “لما لهذا الأمر من ارتدادات سلبية على بنيامين نتنياهو”.
الجزيرة نت
28\8\2019
POST A COMMENT.