عفيف دياب || اعتقل حاجز للاستخبارات السورية ذات يوم من سنة 1979 والدي البعثي السابق على طريق تصل قرية مرج الزهور (جنوب لبنان) بقرية كفرمشكي في البقاع الغربي.
كان والدي الأنيق بهدوئه، عائداً من عمله في مدرسة انتدبته وزارة التربية للالتحاق بها بعد تدمير العدو الإسرائيلي قريتنا #كفرشوبا في كانون الثاني سنة 1975.
لم يكن أبي المنتسب عاطفياً إلى #حزب_البعث بعد عودته من #الكويت سنة 1965، يعتقد يوماً أنه سيكون معتقلاً عند رفاق السلاح الذين استولوا على السلطة في #سوريا بحركة سماها #حافظ_الأسد “تصحيحية”. فهو وإن كان قد غادر صفوف البعث كما فعل غيره من رفاقه في قريتنا، كاعتراض صامت على الإنقلاب، رفض نصائح رفاقه اخذ الحيطة والحذر من جهاز أمن الحركة التصحيحية الذي يعتقل من كان بعثياً في #لبنان وغادر الحزب بعد “التصحيح المجيد”، فهم بصمتهم ليسوا إلا ” اعدقاء” حتى وإن لم ينضموا لبعث #العراق كحال والدي الذي كان يرى في “بعث صدام” صورة طبق الأصل عن بعث الأسد وانحرافهما معاً عن القضية الأساس #فلسطين.
وساعات الإعتقال التي مرت طويلة ودامية في غرفة التحقيق السورية؛ بَقِي والدي طوالها قلقاً على مصيره في جولتها الأولي. فقد شعر من أسئلة المحقق أنه يتحمل مسؤولية إخفاق “البعث” في صنع التوازن الإستراتيجي مع العدو، وأن خروجه الطوعي من “العربي الاشتراكي” يتهدد مصير نظام الحزب في دمشق، وربما في #موريتانيا و #السودان بعد الانشقاقات البعثية في البلدين، وأن شقيقه الأكبر المشارك في محاولة إنقلاب #الحزب_السوري_القومي_الإجتماعي سنة 1961 على النظام الطائفي اللبناني؛ قد يكون هو من حرضه على ترك البعث، وأن ابن شقيقه القيادي في #الحزب_الشيوعي_اللبناني قد يكون لعب دورا ً في مغادرة الحزب، أو أن أصدقائه في #الجبهة_الشعبية_لتحرير_فلسطين و #منظمة_العمل_الشيوعي و #فتح و #الحزب_التقدمي_الاشتراكي قد وربما ..
لم يرتح والدي من قلق الإعتقال إلا بعد جولة التحقيق الثانية التي صارت أنيقة، إذ سرعان ما اكتشف بعد سيلٍ من الاسئلة “الجافة” أن هدف التوقيف ليس إلا بندقية كلاشنكوف جذورها “بعثية” كان قد تسلمها من الحزب لمواجهة العدو في القرى الأمامية بعد هزيمة سوريا في حزيران 1967 وأن كل ما عليه إعادتها إلى مصدرها فوراً أو نقل الإعتقال إلى #المزة بدمشق.
أخبر والدي المحقق “الرفيق” غير الرقيق، أن الكلاشن يستخدمه فدائييون من فصيل فلسطيني بين الحين والآخر خلال دوريات استطلاعهم لمواقع الإحتلال، وانهم يعيدونه إلى مخبئه السري في كفرشوبا، وأن أهميته أن يبقى هناك لإستخدامه من قبل المقاومين في الحالات الطارئة.
لم يقنع كلام أبي المحقق، وأخفق في إكمال وجهة نظره بعد أن تلقى رداً ممانعاً:”لن نسمح لأحد باستخدام سلاحنا خلافاً لقرارنا“
Facebook Comments
POST A COMMENT.