عفيف دياب ||
تزور الزملاء في جريدة الأخبار عشية ذكرى صدورها قبل 13 عاماً. الهوية الفكرية والسياسية والثقافية، واضحة بلا مواربة على جدران مكاتبها الجديدة التي انتقلت إليها مؤخّراً. تحرس صور جوزف_سماحة وأنسي الحاج وعساف أبو رحال مدخل المكاتب وافتتاحية “توقيت صائب في زمن يتميّز بوفرة الحسابات الخاطئة”، التي كتبها سماحة في عدد الصحيفة الأول في 14 آب 2006.
رفع زملاء “الأخبار” في مكاتبهم الجديدة خارطة فلسطين الملونة بعلمها وعبارة “قادمون”، وجسدوا فلاديمير إيليتش لينين خطيباً على جدار يعتقد أنه يقول: “خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء” وهذا ربما ما تحتاجه الجريدة اليوم. وعلى مقربة من جدارية الرفيق المرحوم لينين؛ تتجسّد تقاسيم وجوه ثورية وفدائية وثقافية: تشي غيفارا، وياسر عرفات، وغسان كنفاني، ووديع حداد، ودلال المغربي، وعماد مغنية، وكارلوس، ولولا عبود، وخالد علوان، ويحيى عياش، وفتحي الشقاقي، وكوزو اوكاموتو. وفي مقابل هؤلاء أرادت “الاخبار” أن تطبع بمكاتبها الجديدة فرج_الله_الحلو و أنطون_سعادة و زياد_الرحباني، فكراً وسياسة وفناً.
13 عاماً على ولادة “الاخبار”، و13 سؤالاً حول مدى صوابية صدورها، وهل كان توقيتها صائباً؟ وهل حرّكت فعلاً المياه الراكدة في الصحافتين اللبنانية والعربية؟ أين نجحت وأين أخفقت؟ وما مدى نزاهة فعلها المهني رغم بيانها السياسي غير الملتبس؟ وهل انحازت فعلاً إلى خيارات الشعوب العربية في ثوراتها ضد الديكتاتوريات أم أنها كانت تكيل بمكيالين؟ وهل كانت صوتاً لكل اللبنانيين أم لفئة ضد أخرى؟ وهل نقدها يشمل القوى الطائفية دون استثناء أم كان موجها لفريق دون آخر؟ وهل مقاومة الفساد على صفحاتها شاملة أم أن الحسابات السياسية حوّلتها إلى فئوية؟ وما هي مساحة الرأي الآخر في الجريدة؟ وهل حقق فعلها الثقافي خرقاً في جدار الصفحات الثقافية التقليدية للصحف المحلية، وهل كان هذا الجانب أكثر رشاقة أم أنه بقي أسيراً لتقليد عجائز الصحف اللبنانية والعربية؟ وأخيراً، هل نجحت الأخبار في الوصول إلى أبناء القرى والبلدات النائية وكانت صوت أهلها أم أنها بقيت مرهونة لحسابات أرباح شركات التوزيع والاشتراكات؟
Facebook Comments
POST A COMMENT.