عفيف دياب ||
مدد الجيش اللبناني المهلة المعطاة للاجئين السوريين لهدم الهياكل الإسمنتية في مخيماتهم، وذلك حتى نهاية يونيو/حزيران الجاري، في حين ناشد اللاجئون السلطات توفير البدائل التي وعدتهم بها بأسرع وقت ممكن لتشييد خيامهم من جديد.
وقد باشر اللاجئون فعليا إزالة هذه الغرف تنفيذا لقرار السلطات الأمنية اللبنانية، وإلا ستضطر السلطات المحلية إلى هدمها إذا لم يقم اللاجئون بذلك خلال المهلة المعطاة لهم.
وقد شكا لاجئون في أكثر من مخيم لهم في شرق لبنان من هذه الخطوة لما لها من آثار سلبية على أسرهم، خصوصا في مواسم الأمطار والبرد حيث لا تفي الخيم البلاستيكية بالحاجة، وأن بناءهم لجدران إسمنتية حول خيامهم كان لحمايتها من الأمطار.
إنساني لا سياسي
ويقول اللاجئ السوري في عرسال الحاج ماهر إنه اجتمع بتكليف من اللاجئين مع الجيش اللبناني والوزارات المعنية و”أبلغونا بقرار إزالة المخالفات”، موضحا للجزيرة نت أن نسبة إزالة هذه المخالفات في مخيمات عرسال بلغت أكثر من 70%، وأن اللاجئين يحترمون قرارات المجلس الأعلى للدفاع والقوانين اللبنانية و”البناء الإسمنتي لحماية خيامنا وهو ليس البديل عن وطننا”.
ويضيف أنهم لا يريدون الاستيطان أو الإقامة الدائمة في لبنان “بل نريد أن نعامل إنسانيا وليس سياسيا”. مناشدا المنظمات الإغاثية تأمين بدائل لهم بأسرع وقت ممكن لتشييد خيامهم من جديد، لا سيما أنهم في مناطق جبلية مرتفعة لأكثر من 1400 متر عن سطح البحر.
ومن جهته، يقول اللاجئ السوري في عرسال إبراهيم طه إنه هدم الجدران الحجرية من خيمته التي ترتفع عن المتر الواحد. مطالبا الإسراع في تأمين الأخشاب والشوادر لتشييد خيمة جديدة له حتى لا يبقى هو وعائلته في العراء.
هواجس بغير محلها
وكان الجيش اللبناني قد أبلغ السلطات المحلية التي يقع ضمن نطاقها مخيمات للاجئين السوريين، بوجوب إبلاغ اللاجئين بإزالة الغرف والأسقف الإسمنتية والزنك تنفيذا للقرار الصادر عن المجلس الأعلى للدفاع قبل نحو شهرين، وقد أبدى اللاجئون تجاوبا مع هذا القرار وتنفيذه شرط تأمين مواد أخرى لتثبيت خيامهم.
ويقول رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري للجزيرة نت إن في بلدته أكثر من ستة آلاف خيمة، منها حوالي 1400 غرفة إسمنتية تقريبا للاجئين السوريين، وإن بعض اللاجئين قد أقدموا طواعية على هدم الجدران والأسقف الإسمنتية وإزالة المخالفات.
وأضاف أن تمديد المهلة المعطاة للاجئين من قبل الجيش اللبناني “لا بد من أن تتزامن مع تأمين البدائل للاجئين وتسليمهم خيام وشوادر ومواد مصاحبة من أخشاب لتثبيت خيمهم”.
مخاوف التشرد
ولفت الحجيري إلى أنه “إذا ما انتهت المهلة ولم يتم تأمين البدائل فقد يبيت لاجئون في العراء وهذا ما لا نريد أن نصل إليه”.
ويعتبر أن قرار مجلس الدفاع الأعلى خلق إرباكا عند عدد كبير من اللاجئين والبلدية والمجتمع المحلي والمنظمات الإغاثية. مؤكدا أن الجميع يساهم في تنفيذ قرار المجلس، مشيرا إلى أن الغرف الإسمنتية والجدران الحجرية موجودة منذ عام 2013 والتساؤل لماذا اليوم يطلب إزالتها؟
وبحسب باسل الحجيري، فإن الهدف من إزالة المخالفات هو لمحاربة ما يسمى التوطين وعدم السماح للاجئ بحياة مستقرة والدفع به لإيجاد موطئ قدم بديل عن لبنان و”بالتأكيد الخلفية سياسية”.
ويؤكد رئيس بلدية عرسال أن اللاجئ السوري يرغب بالعودة إلى بلده ومنزله و”لكنه غير قادر على ذلك لعدم توفر الضمانات الأمنية والحياة الآمنة”.
الجزيرة نت
15\6\2019
POST A COMMENT.