تفاهم لبناني فلسطيني على نزع السلاح من مخيم المية ومية

عفيف دياب ||  نجحت الاتصالات السياسية والأمنية اللبنانية الفلسطينية في وضع مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان (شرق مدينة صيدا) على طريق تحويله إلى مخيم منزوع السلاح، ليكون بذلك المخيم الثاني بعد مخيم نهر البارد منزوع السلاح، ويخضع بشكل مباشر وغير مباشر للسلطة الأمنية اللبنانية.

ومخيم المية ومية -الذي يعتبر من المخيمات الصغرى في لبنان- يقطنه حوالي خمسة آلاف لاجئ معظمهم من الجليل الفلسطيني المحتل.

وكان قد شهد خلال العامين الماضيين عدة اشتباكات مسلحة بين منظمات حزبية فلسطينية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وخسائر في ممتلكات اللاجئين ومناطق مجاورة.

وقد أدت هذه الاشتباكات إلى وضع المخيم تحت مجهر المتابعة الأمنية اللبنانية والفلسطينية لتداخله الجغرافي والاجتماعي مع قرى لبنانية متاخمة، حيث أفضت الاجتماعات المشتركة -وفق قول مصدر أمني لبناني للجزيرة نت- إلى اتفاق على نزع السلاح والاكتفاء فقط بالعمل السياسي والإعلامي.

ويقضى الاتفاق بإقفال المراكز العسكرية لمختلف الفصائل بعد نقلها طوعياً لأسلحتها إلى مستودعات خاصة بها داخل مخيم عين الحلوة المجاور، وإزالة سواتر ترابية وفتح طرقات داخل المخيم وفي محيطه، ورفع حاجز الأمن الوطني الفلسطيني، وأن يسيّر الجيش اللبناني دوريات داخله، والدخول والخروج إليه ومنه وقت ما يرى ذلك مناسباً أمنياً.

ارتياح فلسطيني.. ولكن
مخيم المية ومية -الذي يقع على تلة مطلة على مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة وقرى لبنانية مجاورة- تنشط فيه فصائل فلسطينية أبرزها حركة فتح وأنصار الله وحماس وتنظيمات أخرى.

يقول رفيق عبد الله من حركة حماس للجزيرة نت إن خطوة تحويل المية ومية إلى مخيم منزوع السلاح “لاقت ارتياحاً” موضحاً أن اللقاءات التي حصلت بين القيادتين اللبنانية والفلسطينية أثمرت عدة نتائج، أهمها سحب السلاح وإنهاء المظاهر المسلحة.

ويؤكد عبد الله أن تنفيذ الاتفاق “كان عملا جيداً”. ودعا الدولة اللبنانية إلى الالتفات إلى “معاناة أهالي المخيم والسماح لهم بإدخال مواد البناء لترميم منازلهم، والتخفيف من الإجراءات الأمنية على مداخله” مشيرا إلى أن المخيم بادر و”على الدولة اللبنانية أن تمنح الاطمئنان والاستقرار للأهالي”.

ويأمل عضو اللجنة الشعبية في المخيم تيسير ياسين بدوره من الدولة اللبنانية أن “تنظر للمخيم وسكانه بعين غير أمنية”.

ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن “المخيم أصبح خالياً من السلاح، ونحن شعب يستحق الحياة”.

ويقول المواطن علي عقل إن دخول الجيش اللبناني “وقت ما يشاء إلى المخيم كان لا يستدعي حصول حوادث أمنية داخله، كان بالإمكان دخوله سابقاً دون إضاعة الوقت باشتباكات غير مجدية”.

ويبدى الحاج عبد الرحيم الحنفي ارتياحه للإجراءات الجديدة. ويقول للجزيرة نت إن وجوده بالمخيم مؤقت “وسنعود إلى فلسطين، ونحن لا نحتل أملاك أحد من اللبنانيين، ولا داعي لتذكيرنا من حين لآخر أننا غرباء أو أننا نفتعل المشاكل”.

ارتياح لبناني
يقول رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة إن ما جرى في المخيم ليس في إطار الخطة الشاملة لإزالة سلاح المخيمات أو مظاهره.

ويضيف للجزيرة نت أن هناك حالة خاصة للمخيم لتداخله مع الجوار، حيث أدت الاشتباكات الأخيرة إلى تضرر ممتلكات لبنانيين وفلسطينيين، عدا وجود ممتلكات خاصة سيطرت عليها فصائل فلسطينية.

ويصف منيمنة التفاهم اللبناني الفلسطيني بنزع سلاح المية ومية “بادرة خير” آملاً أن تتمدد وتطال مخيمات أخرى لأنه “لم يعد للسلاح الفلسطيني داخل المخيمات أي دور في موضوع القضية الفلسطينية”.

ويوضح أن هناك إجماعا لبنانيا على نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه داخلها. ويؤكد أن تحسين أوضاع الفلسطينيين داخل المخيمات “أمر مستقل، ويجب أن يحدث فوراً، ولا يوجد رابط بين مستوى عيش أفضل للاجئين وملف السلاح في مخيماتهم وخارجها”.

المصدر : الجزيرة نت

17\5\2019

Facebook Comments

POST A COMMENT.