حاوره: عفيف دياب ||
قال السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين إن بلاده ليست في محور المقاومة، وإنما هي وسيط في إطار ما سماها عملية السلام العربي الإسرائيلي.
وأضاف الدبلوماسي الروسي في حديث مع الجزيرة نت أن علاقة موسكو بهذا المحور تقتصر على موضوع مكافحة الإرهاب في سوريا، نافيا في الوقت عينه وجود تباينات بين روسيا والمحور في ما يتعلق بمحاربة “الإرهاب”.
واعتبر أن “محور المقاومة مرتبط أساسا بالصراع مع إسرائيل، ولروسيا دور آخر فيه، وبالتالي لسنا في هذا المحور، بل دورنا هو كوسيط ونعمل فقط في إطار عملية السلام”.
وأوضح زاسبيكين أن موسكو “تؤيد سوريا في كافة المجالات حتى وصلنا إلى المشاركة العسكرية المباشرة، وطبعا هذه المشاركة مع الحلفاء في محور المقاومة، والبعض حاول إيجاد تباينات في ما بيننا، وهذا الأمر غير موجود انطلاقا من أن لكل فريق دوره، ولديه في سوريا مكانه الجغرافي”.
وأشار إلى أن “منطق روسيا هو التواصل مع الجميع وإيجاد القواسم المشتركة مع كل واحد باستثناء الإرهابيين”، موضحا أن بلاده تتواصل مع تركيا رغم عدم وجود تطابق في وجهات النظر، و”لكن وجدنا القواسم المشتركة، أما العلاقة مع محور المقاومة فهي متينة”.
موسكو وردع تل أبيب
وبسؤاله عن عدم منع موسكو إسرائيل من استهداف حلفاء لها في “محور المقاومة” على الأراضي السورية، أجاب زاسبيكين أن “هناك مواجهة في إطار النزاع العربي الإسرائيلي، وهناك حق سيادي لسوريا في الدفاع عن نفسها ضد أي معتد”.
وأكد أن روسيا تساعد سوريا في هذا المجال، “فعندما دخلنا سوريا عسكريا طُرح موضوع عدم التصادم أو عدم الاشتباك مع الأطراف الأخرى.. هدفنا كان الإرهابيين فقط (…)، لذلك لا يمكن لأحد أن يتصور أننا دخلنا سوريا للمشاركة في الحرب مع الأطراف الخارجية انطلاقا من منطق عملية السلام العربية الإسرائيلية، وانطلاقا من ذلك نلعب دورا سياسيا، وهذا يفرض نفسه علينا، ونحن نركز على الإرهابيين. أما بالنسبة للإسرائيليين فإذا كان هناك شيء فلدى السوريين دفاع جوي وهم يقاومون”.
وعن أسباب عدم تدخل روسيا سياسيا لردع إسرائيل ومنعها من تنفيذ غارات على حلفائها في محور المقاومة بسوريا، قال السفير الروسي في بيروت إنه لا يشارك في الاتصالات السياسية بين بلاده وإسرائيل، و”لذلك أنا غير قادر على التعليق على الجانب السياسي لهذا الموضوع.. أنا أنطلق من وجودي هنا في لبنان من بعض المبادئ الأساسية التي أعرفها، وأنا أدرك حقيقة الأهداف الروسية في سوريا”.
الحل السياسي
وأكد السفير أن “استعادة السيادة السورية بالكامل هي الهدف الأساسي، ونحن نشارك في ذلك ونتواصل مع جميع الأطراف”، موضحا أن “تصفية الإرهاب هدف إستراتيجي في كل مكان بسوريا، وتحريك عملية التسوية السياسية إلى الأمام على أساس اللجنة الدستورية، وتمت الإشارة إلى العمل الذي تم إنجازه في بيان القمة الأخيرة في سوتشي، وبالتالي لا داعي لتغييرات كبيرة، ونحن اتفقنا حول قائمة الأسماء، ويجب أن يعمل مبعوث الأمم المتحدة على هذا الأساس”.
إعادة إعمار سوريا
ورفض زاسبيكين وضع شروط سياسية على التسوية مقابل إعادة إعمار سوريا، قائلا إن هناك من يحكي عن إعادة الإعمار في الآونة الأخيرة وقد “باتت شعارا، وإن المبلغ المطلوب هو 200 مليار دولار، ويجب أن نجده في الغرب أو عند دول الخليج بشروط سياسية، ويجب إرضاء هؤلاء”.
وأكد أن هذا الأمر مرفوض “وليس مقبولا وضع شروط تعجيزية”، موضحا أن بلاده تعمل حاليا في إطار المساعدات الإنسانية بسوريا، ولا تقدم فقط مواد غذائية، وإنما تشارك في ترميم وإعادة بناء المساكن والمدارس قدر الإمكان”.
وردا على من يرى أن لموسكو طموحات في إعادة إعمار سوريا لوحدها، قال السفير إن بلاده ترفض ربط ذلك بالتسوية السياسية، فهذه التسوية “شأن السوريين، وبالتالي لماذا ضخ الكلام عن الموضوع وربط الإعمار بشروط سياسية؟! هناك أمور اقتصادية وإنسانية تهم السوريين اليوم مباشرة، ومنها تأمين عودة النازحين من الداخل والخارج”.
ملف اللاجئين
وعن مبادرة إعادة اللاجئين السوريين، قال ألكسندر زاسبيكين إن بلاده تعمل في سوريا اليوم على الطرق والبنى التحتية من مرافق ومستشفيات، و”هذا جزء من مبادرتنا”.
ويضيف “بعد تحرير المناطق السورية من الوجود الإرهابي، أصبح ممكنا للعدد الكبير من النازحين أن يعودوا، لذا قلنا للمجتمع الدولي إنه حان الوقت لنعمل في هذا المجال عمليا”.
المصدر : الجزيرة نت
21\2\2019
POST A COMMENT.