عفيف دياب || رأى مراقبون في لبنان أن أمنية بيروت في استضافة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية بمشاركة كل القادة العرب قد فشلت، بعد أن كانت تعول سياسيا على أوسع مشاركة عربية فيها. ويرى الباحث السياسي نضال خالد أن “تراجع الحضور العربي في القمة رسالة سياسية واضحة للسلطة اللبنانية المنقسمة على ذاتها والعاجزة حتى الآن أيضا عن تشكيل حكومة منذ ثمانية أشهر”. وقال خالد للجزيرة نت إن “ذلك جاء نتيجة خلافات حول تقاسم الحصص، مما أسهم في ترهل الوضع السياسي، كما أدى الخطاب السياسي وتبادل الاتهامات المحلية حول من يتحمل مسؤولية عدم تشكيل الحكومة إلى برودة في الحماسة العربية تجاه لبنان”. وحسب المتحدث، جاء غياب القادة العرب عن المشاركة في قمة بيروت باستثناء أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز “نتيجة ضغط أميركي على عدد من الدول العربية”. ويعتبر الباحث أن هذا “الضغط” مصدره “الصراع الأميركي الإيراني وسعي واشنطن لتوجيه صفعة إلى طهران من بيروت، والقول للحكم اللبناني أيضا إنه حان الأوان لمواجهة النفوذ الإيراني في لبنان”.
وأوضح أن زيارة ديفد هيل مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبوع الماضي إلى بيروت وإعلانه أن بلاده ستمضي قدما في مواجهة الأنشطة الإيرانية بالمنطقة ومنها تمويل أنشطة حزب الله “خير دليل على القرار الأميركي بوجوب أن يحدد لبنان موقفه وأن لا يبقى رماديا في الصراع مع إيران“. حلف إيران وأضاف سعيد للجزيرة نت أن “فريق إيران-النظام السوري الممثل بحزب الله وحركة أمل في لبنان وضع من خلال ممارسته السياسية شرطا لحضور القادة العرب إلى القمة، وهو إما أن تدخلوا بيروت بشروطي أو سيكون دخولكم إليها هزيلا”، معتبرا أنه “من الشروط الإيرانية عودة النظام السوري إلى لبنان من خلال دعوته للمشاركة في القمة”.
وتابع سعيد أن الدولة اللبنانية “لم تقم بمواجهة هذا الوضع، بل اعتبرت عقد القمة في حد ذاته إنجازا”، قائلا “أعتقد أنها رسالة عربية للدولة اللبنانية ولإيران، ولا يمكن أن أعتبر أن العرب أحسنوا بعدم حضورهم ولكن أتفهم ردة فعلهم”. خلافات داخلية وقال عقيل للجزيرة نت إن التوقعات كانت واضحة بأن “القادة العرب من الصف الأول لن يشاركوا، ولا سيما أن هناك قمة سياسية عربية بعد بيروت في تونس“. وتابع أن الخلاف بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري كان قبل إثارة موضوع مشاركة ليبيا، فـ”الرئيس بري كان قد تمنى على عون تأجيل عقد القمة حتى تشكيل الحكومة، وأن تكون الجامعة العربية قررت عودة سوريا إلى شغل مقعدها”.
ويوضح عقيل أن كل المعلومات لدى الدوائر الرسمية اللبنانية كانت تشير إلى أن رؤساء وملوك دول عربية لن يشاركوا في القمة، إضافة إلى الخلاف بشأن مشاركة ليبيا ودعوتها ما لم تساعد في كشف مصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه. وأضاف أن “التحضير للقمة لم يكن جديا ولم تنجح الدبلوماسية اللبنانية في قراءة الواقع العربي جيدا، كما أن بعض قادة العرب غير متحمسين لزيارة لبنان في الوقت الحالي، وبالتالي كان يجب تأجيل القمة”. تخريب لبناني
ويرى الباحث السياسي ميشال أبو نجم أن “الدور الذي مارسه رئيس السلطة الدستورية (نبيه بري) تقاطع مع مساعٍ دولية لزيادة الضغوط على لبنان من أجل تحصيل فواتير إقليمية”. وقال أبو نجم للجزيرة نت إن كل ذلك “ساهم في توفير الأعذار لبعض العرب للهروب من وجع الرأس اللبناني”. واعتبر أن ما وصفه بـ”الأداء التخريبي” هو “استهداف لكل لبنان وصورته وليس لموقع رئاسة الجمهورية”، مؤكدا أن شخصية الرئيس ميشال عون “لم تعتد السكوت عن الظلم، وهو يعرف كيف ينفذ خطواته من أجل حماية لبنان وانتظام عمل مؤسساته”. الجزيرة نت 19\1\2019 |
POST A COMMENT.