نبيل مروة يروي نجاته من قصف اسرائيل لسفينة صيف 1982
عفيف دياب || الجزيرة نت || أيقظ اعتراف إسرائيل قبل فترة بمسؤوليتها عن استهداف قواتها البحرية وإغراق باخرة شحن قبالة شاطئ طرابلس شمال لبنان صيف 1982 أوجاع أسر ضحايا وناجين كانوا على متن السفينة خلال إبحارهم نحو قبرص هربا من الغزو الإسرائيلي وقتها. وتأخر الاعتراف ثلاثة عقود بعد اعتقاد كان سائدا في لبنان أن انفجارا داخل السفينة أودى بحياة 18 راكبا وجرح آخرين وفقدان عدد من آخر من لبنانيين ومصريين وسوريين وعراقيين. واستدعى الاعتراف ردا من الخارجية اللبنانية التي طالبت الأمم المتحدة بـ “إدانة إسرائيل على ما حصل” وتحميلها مسؤولية “الجريمة”.
وجاء الاعتراف الإسرائيلي في تقرير وثائقي عن “حرب لبنان الأولى” أعدته القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي التي أخذت الموافقة والغطاء القانوني من المحكمة العليا لبثه بما يحتويه من تفاصيل.
شاهد عيان
يقول نبيل مروة الناجي من “مجزرة” السفينة إنه كان على متنها في رحلة من طرابلس إلى قبرص، ومنها جوا إلى حيث مقر عمله وسكناه في ساحل العاج.
يتذكر مروة أدق التفاصيل وكيف وصل بيروت من أبيدجان قبل بدء الغزو الإسرائيلي في الرابع من يونيو/حزيران 1982 في زيارة عائلية، وأنه لم يستطع التوجه لمدينته “النبطية” فمكث عند أقرباء له بجبل لبنان إلى أن تمكن من المغادرة إلى طرابلس مع والدته وزوجة شقيقه وولديها للتوجه بحرا نحو قبرص.
وبعد إبحار السفينة بساعة -يضيف للجزيرة نت– أنه كان جالسا مع صديق طفولته نبيل جابر وعروسه وفاء صادق المتوجهين إلى قبرص ومنها إلى بلجيكا، بعد عرسهما بعدة أيام.
ويتابع “شعرت بالبرد فذهبت لإحضار سترة صوفية، وبعد لحظات سمعت دوي انفجار ثم شاهدت اندلاع النيران في السفينة”.
ونجا الشاهد ووالدته لكن يد المنية خطفت صديق طفولته وعروسه، وعددا آخر من الركاب.
وقد نجحت فرق الإنقاذ -كما يقول مروة- في الوصول إليه ووالدته وإسعافهما إلى داخل مدينة طرابلس، موضحا أن الاعتقاد الأول لديه بعد نجاته أن انفجارا وقع داخل السفينة وأن الاعتراف الاسرائيلي مؤخرا أكد ما كان معتقدا لدى بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية في حينها من احتمال ضلوع تل أبيب بهذه الجريمة.
من جهتها، تقول زهرة شقيقة وفاء صادق التي قضت في استهداف إسرائيل للسفينة، إن اعتراف تل أبيب جدد آلامهم، ولكنها في المقابل أبدت ارتياحها “بعد أن كنا نعتقد أن منظمة فلسطينية تقف وراء استهداف السفينة”.
وتضيف للجزيرة نت “ودعت شقيقتي العروس وعريسها الذي فقدت جثته، واعتقدت أنهما ارتاحا من همجية الاجتياح الإسرائيلي ولكن العدو لم يتركهما بسلام”.
تحرك قضائي
وتقول المحامية ديالا شحادة إن على لبنان أن يتحرك أولا على مستوى القضاء الوطني، وإصدار أحكام حتى ولو غيابية بحق الأشخاص الذين أمروا بتنفيذ هذه الجريمة واستهداف السفينة وقتل عدد من ركابها.
وتضيف للجزيرة نت أن القضاء اللبناني مطالب بأن يحاكم المسؤولين عن الجريمة وإصدار مذكرات توقيف غيابية بحقهم وتفعيل دبلوماسيته من أجل تنفيذ هذه المذكرات مع دول موقع معها اتفاقيات قضائية ثنائية، وذلك بهدف منع هؤلاء الأشخاص من دخول هذه الدول.
وحول المراجع القضائية الدولية، تقول المحامية إن هنالك فقط المحكمة الجنائية الدولية “لكن للأسف هذه المحكمة لا تنظر بجهة الاختصاص الزمني إلا بالجرائم التي وقعت بعد الأول من يوليو/تموز 2002 وبالتالي لا اختصاص لها”.
وأوضحت أنه يمكن للبنان أن يطلب من محكمة العدل الدولية أن تعطي رأيها، وفي هذه الحالة لا بد لإسرائيل من أن توافق على أن تخضع لهذا بموجب اختصاص المحكمة، وإذا لم توافق “فهذه قرينة أخرى على مسؤوليتها الجنائية عن هذه الجريمة”.
3\12\2018
Facebook Comments
POST A COMMENT.