انتخابات لبنان.. الرابحون والخاسرون

وسيم الزهيري ||

وضعت الانتخابات البرلمانية اللبنانية أوزارها بعد انتظار طويل، ومع إقفال صناديق الاقتراع وبدء ظهور النتائج انطلق مسلسل تحليل معطيات هذا الاستحقاق الذي شهد انتخاب 128 نائبا، قلة منهم وجوه جديدة، بينما سيواصل قسم كبير من النواب الحاليين مسيرتهم البرلمانية.

ارتياح حزب الله
ومن الواضح أن حزب الله كان المستفيد الأكبر مما أفرزته نتائج الانتخابات بعد تمكنه مع حليفه رئيس البرلمان نبيه بري من حصد معظم المقاعد العائدة للطائفة الشيعية، إضافة إلى فوز حلفاء له في عدد من دوائر بيروت والبقاع والشمال والجنوب من طوائف مختلفة.

وفي تعليقه على ما أفرزته الانتخابات، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر لله إن هذا الحضور النيابي للمقاومة وحلفائها يشكل ضمانة كبيرة لحماية معادلة الشعب والجيش والمقاومة الكفيلة بحماية البلد.
واعتبر أن الحملة ضد حزبه أعطت نتائج عكسية ودفعت مناصريه إلى التصويت بكثافة أكبر، مشددا على أن النتائج أثبتت أن “بيئة المقاومة” وقفت إلى جانب الحزب “ولم تعاقبه”.

وقد عزا الكاتب السياسي توفيق شومان حصول حزب الله وحركة أمل على غالبية المقاعد النيابية الشيعية إلى الحملة الانتخابية التي قادها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عبر إطلالاته المكثفة في الآونة الأخيرة، مما مكنه من احتواء أي أصوات اعتراضية.

وقال شومان للجزيرة نت إن هذا الفوز يعود إلى ولاء الناخبين، معتبرا أن فوز الثنائي الشيعي لن يكون له تأثير كبير في الساحة السياسية الداخلية باعتبار أن جل اهتمام حزب الله مرتكز على القضايا الخارجية.

تراجع المستقبل
أما زعيم تيار المستقبل رئيس الوزراء سعد الحريري ورغم احتفاظه بزعامة الطائفية السنية على مستوى البلاد، فإنه خسر عددا من المقاعد في بعض دوائر بيروت والشمال والبقاع والجنوب مما قلص عدد كتلته البرلمانية التي كانت حوالى 32 نائبا.

وفي تعليقه على نتائج الانتخابات، قال الحريري إن تياره انتصر ونال كتلة نيابية كبيرة من 21 نائبا علما أنه كان يراهن على كتلة أكبر وأكثر تنوعا، لافتا إلى أن تياره كان يواجه مشروع إقصاء من الحياة السياسية.

وقد اعتبر الكاتب السياسي يوسف دياب أن هناك عوامل كثيرة وراء تراجع تيار المستقبل، منها قانون الانتخاب وجهل الكثير من اللبنانيين بتفاصيله.

وحول المقارنة بين النتائج التي حققها تيار المستقبل وحزب الله رأى دياب في حديث للجزيرة نت أن حزب الله قادر على دفع ناخبيه إلى الاقتراع بالتكليف الشرعي ومنع خصومه من خوض حملات انتخابية، بينما هناك تنوع في الشارع السني وحرية اختيار للناخبين وهو ما سهل على حزب الله اختراق بيئة تيار المستقبل.

صعود القوات
في المقابل، رفع التيار الوطني الحر الموالي للرئيس اللبناني ميشال عون حصته النيابية حاصدا 29 نائبا مع حلفائه، وفقا لما قاله رئيس التيار جبران باسيل، الذي أشار إلى أن كتلته هي الأكبر في البرلمان.

ويمكن اعتبار أن حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع سجل نقلة نوعية إذ تمكن من مضاعفة عدد أعضاء كتلته البرلمانية ليثبّت نفسه لاعبا أساسيا في المعادلة السياسية.

وحافظ الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط على كتلة نيابية وازنة تمكنه من الاستمرار بلعب دور بارز.

وفي حين سيفتقد البرلمان الجديد بعض الوجوه البرلمانية التي لها بصمات في العمل التشريعي والسياسي، فإن المرشحين المستقلين لم يفلحوا بتسجيل اختراقات مهمة

(الجزيرة نت)

8\5\2018

Facebook Comments

POST A COMMENT.