حزب الله واستقالة الحريري.. هجوم سعودي بالواسطة

عفيف دياب ||

فوجئ  حزب الله باستقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة، وهو ما عبره عنه الأمين العام للحزب حسن نصر الله من خلال خطاب متلفز تناول فيه استقالة الحريري من العاصمة السعودية. وقدم الرجل في خطابه قراءة حزبه لخطوة الاستقالة غير المتوقعة في مكانها وزمانها.

ويكشف مقربون من حزب الله للجزيرة نت أن الحزب كان على علاقة مقبولة مع الحريري من خلال التواصل في مجلس الوزراء أو عبر الاجتماعات البرلمانية التي يشارك فيها نواب الحزب وتيار المستقبل في اللجان النيابية.

ولا يخفي هؤلاء وجود تباينات بين الحزب والحريري حول ملفات عدة، أبرزها في سوريا واليمن والعراق والعلاقات اللبنانية-السعودية واللبنانية-الإيرانية.

وقد توجت العلاقة الودية نسبيا بين حزب الله وتيار المستقبل بإسهام الحزب بوصول سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة بعد أن سار الحريري بتسوية مع زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون الذي وصل إلى سدة رئاسة البلاد.

وقد أدت هذه التسوية إلى فتح حوار جديد بين حزب الله والمستقبل داخل الحكومة رغم التباين في كثير من الملفات والقضايا السياسية الوطنية والإقليمية.

ولكن الحزب أصيب بـ”الصدمة” بقرار الحريري الاستقالة من الرياض لا من بيروت من حيث الشكل، وكذلك من حيث المضمون في بيان الاستقالة، حيث عبر الحزب عن  استهجانه لما اعتبره بعيدا عن أدبيات تيار المستقبل وزعيمه الحريري منذ تسلمه رئاسة الحكومة إثر انتخاب عون لرئاسة الجمهورية في أكتوبر/تشرين الأول 2016.

هجوم سعودي بالواسطة؟
ولكن إلى ماذا يرمي هذا التصعيد ضد حزب الله من خلال بيان استقالة الحريري؟

لا يخفي المقربون من حزب الله أن تصعيد لهجة الحريري ضد الحزب ومن خلفه إيران هو هجوم سعودي بالواسطة.

ويضيفون -في أحاديث مع الجزيرة نت- أن خطاب الأمين العام للحزب اتسم بالهدوء “لأننا نعلم أن الهجوم سعودي استخدم الحريري منصة إطلاق نار تجاه الحزب وإيران، وبالتالي خطاب الحزب وحلفائه سيبقى منضبطا نحو الحريري وفريقه السياسي”.

ويتابع المقربون من الحزب أن إدارة هذه الأزمة السياسية الداخلية منوطة برئيس الجمهورية الذي يلعب دورا رياديا في معالجتها، والخلاف الإقليمي مع السعودية له ساحاته الإقليمية.

ويقول في هذا المجال الكاتب السياسي المقرب من حزب الله فيصل عبد الساتر إن استقالة الحريري كانت “خطوة غير متوقعة لا بل مفاجئة، وإنها في الشكل والمضمون أساءت للرئيس الحريري على المستوى الشخصي، وأساءت للبنان من حيث إعلان الاستقالة من السعودية”.

 دور عون

ويتساءل في حديث مع الجزيرة نت “ما الذي تريده السعودية من لبنان وحزب الله”؟ معربا عن اعتقاده بأن “هناك اتفاقا سعوديا-أميركيا-إسرائيليا لخلق مناخات في لبنان قد تؤدي إلى عمل عدواني ضد الطرفين”.

ويضيف عبد الساتر أن الإدارة السعودية من وراء استقالة الحريري “تريد الذهاب بعيدا في عدوانيتها ضد لبنان وبعض دول المنطقة”.

ويرى أن حزب الله وحلفاءه “يعرفون تمام المعرفة أن استقالة الحريري أو القرار السعودي هدفه مواجهة محور المقاومة، ومن هنا فإن الدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية ميشال عون سيفوت الفرصة على كل من يريد أن يعبث بأمن البلد”.

وقد ثمن في هذا السياق تكتل التغيير والإصلاح البرلماني الذي ينتمي إليه رئيس الجمهورية، تجاوب غالبية الكتل والقيادات السياسية والروحية مع دعوة الرئيس عون إلى التريث والتضامن وتعزيز الاستقرار على الصعد كافة.

وأكد التكتل بعد اجتماعه الأسبوعي دعمه الكامل لمواقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الداعية إلى الوحدة والحكمة والهدوء.

الجزيرة نت

8\11\2017

Facebook Comments

POST A COMMENT.