حلم (2)

عفيف دياب || تعود إلى مسقط رأسك بعد طول غياب. شجرة الأكاسيا تستقبلك بسجادة من أوراقها الصفراء. تقف أمام الدار المهجورة ونسمات تشرين الباردة تلفحك وتاخذك إلى أيام الطفولة واللهو تحت شجرة سرو قتلتها قذيفة إسرائيلية. تتذكر الملجأ وساعات النوم وصدى القصف الليلي على ما يعتقد أنها مغاور وقواعد الفدائيين وحلم عودتهم إلى فلسطين.
تعود إلى البيت المهجور قسراً قبل عمر وولادة الاحلام. تصعد درجات المحروس بصنوبرة وبقايا الجوري الابيض.. هنا جلست أنامل الروح وتيممت بأوراق الأكاسيا الذهبية قبل مغيب عين الشمس. وهنا تربعت ناثرة قصيدة ضحكتها تحت ظل شجرة الرمان.
حلم العودة إلى البيت العتيق لا يموت، فهو ينتفض كلما جلست على “مصطبته” محروساً بمنديل جدتي وحكاية مهرتها يوم عرسها. فالمدينة التي خطفتك دون استئذان خطفت منك هدوء الحياة، واصبح البحث عنه حلماً تفتقده كلما فرشت شجرة الأكاسيا سجادتها في تشرين منتظرة قطاف الزيتون وولادة روحها من جديد.

تشرين أول 2017

Facebook Comments

POST A COMMENT.