معارك حزب الله بعرسال.. ترحيب وتحفظ

عفيف دياب ||

توالت المواقف اللبنانية المرحبة بما آلت إليه الأوضاع في جبال عرسال المتاخمة للحدود السورية عقب مهاجمة حزب الله مواقع لهيئة تحرير الشام، غير أن مواقف أخرى برزت لتعبر عن تحفظات على تلك المعارك.

وأشاد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بـ”الإجماع الوطني حول الانتصار على الإرهاب في جرود عرسال”، وجاء ذلك بعد احتفاء آخر من رئيس الجمهورية ميشال عون بـ”تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الظلامية، وتثبيت الطمأنينة والأمان فيها”.

كلام عون وبري حول “انتصار” حزب الله ثم “انتصار” ثان للجيش “متوقع” أن يحققه قريبا حسب قول رئيس الجمهورية، يعود إلى التوافق السياسي اللبناني حول وجوب إنهاء وجود المسلحين السوريين في آخر “جيب” لهم داخل الأراضي اللبنانية في جبال عرسال ومنطقتها.

ويرى المحلل السياسي ميشال أبو نجم أن هذا التوافق يتأتى من دور حزب الله في جبال عرسال و”تحرير جزء منها من التنظيمات الإرهابية، لأنها تصب في مصلحة لبنان ويستجيب للوجدان الوطني وخصوصا أن هذه التنظيمات مارست الإرهاب ضد لبنان وجيشه محتلة أراضي ليست لها”.

وقال أبو نجم للجزيرة نت إن الترحيب الوطني الواسع بدور الحزب “مع تحفظ خجول من تيار المستقبل ينبع من أهمية المصلحة الوطنية العامة في ظل الظروف الإقليمية وما تشهده المنطقة”.

وأشار إلى أن القوى السياسية المعارضة لحزب الله “أعلنت مواقف تقليدية، ولكن من خلال مواقفها الخجولة أكدت على رضاها الضمني تجاه ما حصل في جبال عرسال”.

وعن دور وموقع الجيش اللبناني، يرى أبو نجم أن عملية الجيش المرتقبة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في جرد راس بعلبك والقاع “ستؤكد أن الإمرة تبقى للجيش”. وقال إن حزب الله “حرص على إهداء نصره في جرود عرسال لكل اللبنانيين.. هذا ما أسهم في التأييد الواسع له، لأن الجميع هنا يريد أن يبقى تحت السقف الوطني وليس تحت أي سقف آخر”.

عملية حزب الله العسكرية ضد هيئة تحرير الشام في جبال عرسال وما رافقها من تأييد رسمي وشعبي نسبي، يرى فيها منسق الإعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى “بروباغاندا” و”ضجيجا إعلاميا بلا معنى”.

وقال موسى للجزيرة نت إن ما بدأ يظهر من تفاصيل حول مسار المفاوضات بين الحزب والهيئة “يؤكد وهمية المعركة العسكرية التي قال الحزب إنه قام بها”، وتساءل “كيف يمكن لمن يدعي أنه يقاتل الإرهاب بسوريا أن يسمح للإرهابيين بالعودة إلى هناك، وكيف يفسر لنا الحزب اقتصار معركته على جبهة النصرة دون تنظيم داعش؟”.

وأشار إلى أن هنالك أسئلة حول “جدية قول الحزب إنه يحارب الإرهاب من أجل لبنان”، واعتبر أن هدف حزب الله من خلال الحملة الإعلامية الواسعة هو “تلميع صورته بعد تورطه بالحرب ضد الشعب السوري”، وأكد أن الحزب “بحاجة إلى تسويق نصر حتى لو كان وهميا لشد عصب جمهوره”.

ونفى موسى أن يكون تيار المستقبل قد أعلن تأييده لعملية حزب الله بجبال عرسال، أو قدم موقفا خجولا منها، وقال إن بيانات التيار السياسية قبل المعركة وخلالها وبعدها كانت واضحة لأنها تؤكد أن ما قام به حزب الله في عرسال ما هو إلا خدمة للنظام السوري، مشيرا إلى حرص التيار على عدم منح شرعية لقتال حزب الله بجرود عرسال لأن ذلك من مهمة الجيش.

ولا يخفي موسى وجود مواقف خجولة عند قوى سياسية معارضة لحزب الله ولكن “رغم هذه المواقف استطاع تيار المستقبل أن يحدث نوعا من التوازن السياسي والإعلامي بوجه الحملة الإعلامية المنظمة للحزب”.

وختم بأن حزب الله يتحمل في الأساس مسؤولية تهجير من يقول إنهم جماعات إرهابية من القصير وريفها وبلاد القلمون إلى جبال عرسال و”ها هو اليوم يمن على لبنان بأنه طردهم ودحرهم”.

الجزيرة نت

2\8\2017

Facebook Comments

POST A COMMENT.