معارك عرسال.. ومخاوف لبنان

عفيف دياب ||

تتواصل لليوم الثاني على التوالي الاشتباكات في جبال عرسال اللبنانية ومنطقة جرود قارة وفليطة السوريتين عند تخوم الحدود السورية اللبنانية بين حزب الله اللبناني مدعوما بطيران النظام السوري وبين فصائل سورية مسلحة، ويرى خبراء لبنانيون أن الاشتباكات لن تكون سهلة بالنظر لطبيعة تضاريس المنطقة، مشيرين إلى أن المعركة ستستعمل لاحقا ورقة ضغط لدمشق على حكومة بيروت.

وقال الإعلام الحربي لحزب الله اللبناني إن قواته تقدمت على أكثر من محور وسيطرت على عشرات النقاط في جردي عرسال اللبناني وفليطة السوري في القلمون الغربي بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي هيئة تحرير الشام وسرايا أهل الشام التابعتين للجيش السوري الحر وتنظيم الدولة الإسلامية.

بالمقابل قالت مصادر المقاتلين السوريين في جبال عرسال إن ما سيطر عليه حزب الله هي مناطق غير خاضعة لسيطرتهم وتعتبر نقاطا ومساحات خالية من أي وجود عسكري. وقالت المصادر نفسها للجزيرة نت إن مقاتلي حزب الله يهاجمون “جيوباً” وهضابا وتلالا خالية من المقاتلين و”هي من الناحية العسكرية غير ذات شأن”.

وقال الجيش اللبناني إن مدفعيته قصفت مجموعة مسلحة كانت تحاول التسلل باتجاه بلدة عرسال دون تقديم مزيد من المعلومات. واكتفى مصدر أمني لبناني بالقول للجزيرة نت إن الجيش لم يشارك في المعارك في أعالي جبال عرسال، و”سيتدخل فقط إذا ما تسلل مسلحون إلى محيط عرسال”.

حرب استنزاف
ويقول الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد خالد حمادة إن المعركة في جبال عرسال “ليست سهلة، فهي منطقة جبلية وعرة فيها مجموعة كبيرة من الأودية التي يتمركز فيها المسلحون”.

ويضيف حمادة للجزيرة نت أن حزب الله حاول في اليوم الأول من المعركة السيطرة على نقاط حاكمة تشرف على الممرات الجبلية، واصفا التقدم الذي يحرزه مقاتلو الحزب والنظام السوري بالبطيء، وقال الخبير العسكري إن استخدام الطائرات والمدفعية ليس لهما تأثير كبير في المنطقة.

ويعتقد المتحدث وفقا للمعطيات المتوافرة أن المعركة ستكون حرب استنزاف لا يمكن تحديد سقفها الزمني. وبشأن دور الجيش اللبناني في هذه المعركة، قال العميد حمادة إن موقف الجيش الحالي هو استمرار لموقفه السابق وله “مهمة محددة وهي التمركز في محيط بلدة عرسال لحماية أهلها ومخيمات اللاجئين السوريين فيها”.

ورقة ضغط
ويأمل الكاتب السياسي صلاح تقي الدين ألا يتورط الجيش اللبناني في معركة ليست له، ويقول للجزيرة نت إن هدف حزب الله ومعه النظام السوري هو تنظيف المنطقة الغربية من سوريا من “بؤر المسلحين لكي تكون المنطقة الحدودية الفاصلة بين لبنان وسوريا تحت سيطرة النظام بهدف تحقيق مكاسب سياسية له”.

ويوضح تقي الدين أن معركة جبال عرسال “ستتحول لاحقا إلى ورقة ضغط إضافية يمتلكها النظام بواسطة حزب الله ضد الحكومة اللبنانية، فمهمة الحزب لم تتغير عسكريا ولا سياسيا”. وأعرب الكاتب السياسي عن أمله بألا يورط لبنان في إشكالات ناجمة عن معركة جبال عرسال.

من جهة أخرى، طالب المجلس الشرعي الإسلامي برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الدولة بحماية سكان عرسال واللاجئين السوريين من المعارك التي تجري في جرود البلدة. ودعا دريان في بيان الجيش إلى تعزيز إجراءاته في عرسال خشية الوقوع في فخ “مؤامرة المجموعات المسلحة المتقاتلة على الحدود مع لبنان مما قد يورط البلاد في معركة تفرض نفسها عليه”.

الجزيرة نت

22\7\2017

Facebook Comments

POST A COMMENT.