حزب الله والحريري.. سباق السيطرة على جبال عرسال

عفيف دياب ||

تشهد منطقة الحدود اللبنانية السورية ما يشبه السباق بين حزب الله وحليفه جيش النظام السوري من جهة، والجيش اللبناني كمؤسسة رسمية تابعة للحكومة التي يرأسها سعد الحريري من جهة أخرى، للسيطرة على الجبال المحيطة ببلدة عرسال.

وبينما يرى محللون أن تصريحات نصر الله والحريري تأكيد على سباق بين الطرفين، يرى آخرون أن عمليتي حزب الله والنظام من جهة، والجيش اللبناني من جهة أخرى “متكاملتين” دون إعلان ذلك.

وتؤكد مصادر مقربة من حزب الله أنه وبالتنسيق مع قوات النظام السوري قد انتهى من استعداداته لبدء هجوم عسكري في المنطقة، مع جولة تفقدية لقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون لمواقع الجيش في جبال قرية الطفيل وبعلبك لبدء عملية واسعة لتأمين الحدود أعلن الحريري عنها قبل أيام، ونفى أي تنسيق مع النظام السوري فيها.

ويؤكد حزب الله أن عملياته المرتقبة تهدف للقضاء على ما تبقى من مواقع لمقاتلي المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة في القلمون الغربي وجبال عرسال اللبنانية.

نصر الله والحريري
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد أعلن في خطاب قبل أيام أنه لم يتبق الكثير من الوقت للفصائل التي تقاتل النظام السوري قرب الحدود اللبنانية كي تعقد اتفاقات تنهي بموجبه القتال ضد النظام.

في حين أعلن عون في تصريحات على هامش جولته التفقدية أن الجيش اللبناني قادر على مواجهة المصاعب في إطار جهوده الهادفة لدحر من وصفها بالتنظيمات الإرهابية.

وقال إن قوات الجيش اتخذت كافة التدابير الميدانية لحماية البلدات والقرى الحدودية و”تأمين سلامة أهلها من أي خرق إرهابي”.

وكان الحريري أعلن أن الجيش سيقوم بعملية عسكرية مدروسة في منطقة عرسال، في محاولة منه لقطع الطريق على حزب الله ومن خلفه النظام السوري، وذلك بعد إعلان الأمين العام حزب الله حسن نصرالله قرار حزبه إنهاء وجود المسلحين في جبال عرسال وعند الحدود السورية اللبنانية في القلمون الغربي.

 الموقف الرسمي

ويقول منسق الإعلام المركزي في تيار المستقبل عبد السلام موسى إن الحريري أراد من تصريحه “وضع الأمور في نصابها”.

وأوضح للجزيرة نت أن الحريري يهدف إلى “إعلان الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية مما يحضر من معركة عسكرية في جبال عرسال”.

وأضاف أن الحريري جدد مسؤولية حكومته عن سيادة الأراضي اللبنانية في عرسال وجبالها وإحباط أي محاولة لتوريط البلدة واللاجئين السوريين في أمور لا يريدونها.

ولا يخفي موسى تأكيد أن الحريري أراد “نزع الغطاء عما يفعله وسيفعله حزب الله في جبال عرسال من خلال تحضيراته لمعركة عسكرية”.

وتابع أن الحريري أراد أيضا “تطمين أهالي عرسال واللاجئين السوريين فيها من أن عملية الجيش المدروسة تهدف لحمايتهم”.

وبرأيه فإن الحريري أراد “رسم الخطوط الحمراء أمام حزب الله وأكد على مسؤولية الجيش الوطنية”.
وختم بالقول إن موقف الحريري واضح في دعمه للجيش اللبناني و”تمكينه من الاستمرار في التصدي للإرهاب”.
تكامل لا سباق
من جهته، يرى المحلل السياسي وسيم بزي أن ما يجري لا يعتبر سباقا بين حزب الله وجيش النظام السوري من جهة، والجيش اللبناني من جهة أخرى، وإنما “عملية تكاملية” يشترك فيها الطرفان “رغم قول الحريري إنه لا تنسيق بينهم”.

وقال للجزيرة نت إن التداخل الجغرافي بين منطقة القلمون وجبال عرسال هو الذي يتحكم بمجريات المعركة العسكرية، واعتبر أن “الأمور لا يمكن أن تنجز بلا دعم يوفر للجيش اللبناني من قبل الحزب والجيش السوري إذا ما أراد أن يخوض المعركة لوحده”.

وعما إذا كان موقف الحريري يهدف لقطع الطريق على حزب الله من القيام بعمل عسكري في جبال عرسال، يقول بزي إن الحريري من “خلال كلامه أعطى الضوء الأخضر للجيش اللبناني للمشاركة في معركة جبال عرسال”، موضحا أن المعركة ستكون متكاملة بين كل الأطراف.

ويأمل بزي أن تكون مدينة عرسال ومخيماتها “خارج دائرة النار”، مبديا في الوقت عينه خشيته من إقدام مسلحين على نقل المعركة الى المدينة، مشيرا إن الحكم على العملية سيكون من خلال إفشال مخطط المسلحين.

الجزيرة نت

20\7\2017

Facebook Comments

POST A COMMENT.