الحريري يدعم الجيش ودعوات لاحترام حقوق الإنسان

عفيف دياب ||

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري رفضه التشكيك في التحقيق الذي يجريه الجيش اللبناني لمعرفة ملابسات وفاة أربعة سوريين كانوا موقوفين لدى الجيش على خلفية العملية الأمنية التي نفذها فجر الثلاثين من يونيو/حزيران الماضي في أحد مخيمات اللاجئين السوريين ببلدة عرسال (شرق البلاد)، وقال الحريري إن الجيش اللبناني حريص على المدنيين أكثر من أي فريق آخر.

تصريحات رئيس الحكومة جاءت بعد تصاعد حملة الانتقادات التي تعرض لها الجيش من قبل هيئات حقوقية دولية ومحلية عن وفاة أربعة موقوفين، قال الجيش في بيانات له إنهم توفوا لأسباب صحية، لكن أهالي ثلاث ضحايا وكلوا المحامية اللبنانية ديالا شحادة لمتابعة الملف مع السلطات القضائية لمعرفة أسباب وفاة أبنائهم، وما إذا كانوا قضوا تحت التعذيب.

لجان تحقيق
بناء على قرار قضائي حصلت عليه المحامية شحادة، تمت الاستعانة بطبيب شرعي عمل على تشريح جثامين السوريين الثلاثة.

وسبق للمحامية -الممنوعة حاليا من الظهور الإعلامي من قبل نقابة المحامين حتى ينتهي التحقيق في الملف- أن قالت إن المدعي العام التمييزي في لبنان طلب منها تسليم عينات تشريح الجثث للسلطات الأمنية لأنها من صلاحيات القضاء العسكري، فهو المخول بالتحقيق في الملف وليس القضاء المدني.

وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ثلاثة أطباء شرعيين بإجراء الكشف وإبلاغه بأسباب وفاة الموقوفين الثلاثة.

مصدر أمني واسع الاطلاع قال للجزيرة نت إن التحقيق الذي يجريه الجيش اللبناني لحسم الجدل حول أسباب وفاة السوريين الأربعة سيصدر خلال يومين، وأكد أن الجيش اللبناني “حريص جدا على إعلان الحقيقة كما هي، ووضع حد للانتقادات التي يتعرض لها من قبل بعض المشككين به وبمهامه في مواجهة الإرهاب”.

وأعلن هذا المصدر أن الجيش اللبناني مرتاح جدا لدعم رئيس الحكومة سعد الحريري له، وأن “اللقاء الذي عقد بين الجانبين في مقر الحكومة كان جيدا ويأتي كتجديد للثقة في الجيش ومهامه”.

محاولة عبثية
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ميشال أبو نجم يرى أن مؤسسة الجيش اللبناني باتت اليوم منيعة أكثر من أي زمن أمام حملات التشكيك، ويضيف للجزيرة نت أن توقيت الحملة على الجيش هو “محاولة عبثية”، وهدفها “التشويش على قرار الضرب والقضاء على المنظمات المتطرفة في جرود عرسال”.

وبخصوص إذا كان اجتماع الحريري مع قائد الجيش قد لجم الحملة ضده، يقول أبو نجم إن اللقاء “دحض كل محاولات التفرقة، وأكد الالتفاف الوطني حول المؤسسة العسكرية في مواجهة الإرهاب”، لافتا إلى أن وجود رئيس الجمهورية القوي ميشال عون “يمنح قيادة الجيش دعما كبيرا في وجه أي محاولات تشكيكية”.

كرامة الناس
من جهته، يقول المحامي والناشط السياسي طارق شندب إن المطالبة بتطبيق القانون ليست نشازا، ويضيف للجزيرة نت أن الجميع في لبنان مع المؤسسات الأمنية ضد الإرهاب، “لكن أن يتحول الأمر إلى مطية للتطاول على كرامة الناس فهذا أمر مرفوض”.

ويتابع شندب “كلنا ضد الإرهاب ومع ضرب أوكاره، لكن تحت سقف القانون وحقوق الإنسان وحماية المواطن”، مشيرا إلى أن اجتماع الحريري مع قائد الجيش جاء بعد مراجعات دولية ومنظمات إنسانية مع الحريري حول ما يحكى عن تعرض لاجئين للتعذيب خلال التحقيق معهم.

ونبه شندب إلى أن “الجيش اللبناني ينال مساعدات دولية ويجب ألا تستخدم هذه المعونات في أعمال خارج إطار القانون، حسب اشتراطات مقدمي هذه المساعدات”.

الجزيرة نت

12\7\2017

Facebook Comments

POST A COMMENT.