حزب الله يبعث برسائل من جنوب لبنان؟

عفيف دياب ||

لم تمض ساعات على تنظيم حزب الله جولة لوسائل الإعلام على خط الحدود مع فلسطين المحتلة في جنوب لبنان واستعراض مجموعة من مقاتليه المدججين بالسلاح رغم القرار الأممي رقم 1701 الذي يمنع تواجدهم، حتى رد عليه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بزيارة إلى مقر قوات الأمم المتحدة في الجنوب وتأكيد التزام لبنان بالقرارات الدولية.

وقال الحريري الذي رافقه في جولته وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون، إن “الجيش وحده المكلف بحماية الحدود، ويدافع عنا بصفته القوة الشرعية التي لا قوة فوق سلطتها”، مؤكداً التزام لبنان بكل قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 1701”.

وفي رد مباشر على حزب الله وإعلانه خلال الجولة أن قواته جاهزة للرد على أي عدوان إسرائيلي، قال الحريري إن “الجيش اللبناني يقوم بدوره الوطني على أكمل وجه”، مشدداً على أن “إرادة الدولة حاسمة بتحرير ما تبقى من أراضينا المحتلة”، وأن هذه “مهمة يعززها عملنا الدبلوماسي والتزامنا بالشرعية الدولية والقرار 1701″.

وبشأن الجولة الإعلامية التي نظمها حزب الله عند خط الحدود والكلام عن جهوزية الأخير للرد على أي عمل إسرائيلي ضد لبنان، قال الحريري إن حكومته غير معنية به و”لا نقبل به صراحة”.

صندوق بريد
ويقول المحلل السياسي طوني فرنسيس في قراءته لهدف جولة حزب الله على الحدود ورد الحريري عليها مباشرة، إنه لا يمكن عزل خطوة الحزب عما يجري في المنطقة والتصعيد السياسي المتبادل بين واشنطن وطهران.

ويضيف فرنسيس للجزيرة نت أن تنظيم حزب الله لجولة إعلامية وظهور مقاتلين له أراد منها -نيابة عن إيران– توجيه رسالة عبر الخاصرة الرخوة التي توجع أميركا في المنطقة وهي إسرائيل.

ورأى أن خطوة الحزب لا علاقة لها بسياسات الدولة اللبنانية، ولهذه الأسباب أراد سعد الحريري محو آثار رسالة الحزب من خلال جولته الهادفة إلى تطمين قوات الطوارئ الدولية والقول لها إن الدولة ملتزمة بقرارات الشرعية الدولية.

رسالة عسكرية
وكان حزب الله قد نظم يوم الخميس جولة لوسائل الإعلام على خط الحدود مع فلسطين المحتلة في القطاع الغربي من جنوب لبنان.

وقال مسؤول الإعلام المركزي في الحزب محمد عفيف للصحفيين إن هدف الجولة هو الاطلاع على الإجراءات الدفاعية للجيش الإسرائيلي التي يريد منها القول إنها تهدف إلى منع حزب الله من التوغل إلى شمال فلسطين المحتلة.

وخلال جولة الصحفيين إلى منطقة خط لبنان مع فلسطين المحتلة، قدم ضابط في حزب الله شرحاً عما وصفها بجديد تحصينات ودفاعات الجيش الإسرائيلي في مواقعه المشرفة على جانب من الأراضي اللبنانية الساحلية المقابلة.

وقال هذا الضابط واسمه إيهاب إن “جيش العدو عزز مواقعه بأجهزة رادار وتنصت وكاميرات وأبراج مراقبة وآليات عسكرية وسياج للحماية من الصواريخ، إضافة إلى تعزيز هذه المواقع بسواتر ترابية ومكعبات خرسانية”، وكشف أن مواقع الجيش الإسرائيلي تحولت من مواقع هجومية إلى دفاعية.

وكان حزب الله قد نشر خلال الجولة عدداً محدوداً من المقاتلين مدججين بأسلحة خفيفة ومتوسطة وصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف من نوع سام 7 وقاذفات عديمة الارتداد من نوع “آر.بي.جي”، وهو ما اعتبر في لبنان خرقاً للقرار الأممي 1701 الذي صدر صيف العام 2006 ونظم وقف الأعمال الحربية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي بعد حرب ضروس بينهما استمرت 33 يوما في العام المذكور.

الجزيرة نت

22\4\2017

Facebook Comments

POST A COMMENT.