مرسيل خليفة ||
أحببت فلسطين أكثر ممّا كنت أعرف وفي شفافيّة تجرح الى حدْ العتمة التي عصفت بشعب قفز من حلم جنتّه ليحطّ على أشواك السياج في المنافي القريبة والبعيدة
أوراق تبعثرت ولَم تأخذ وقتها لتودّع الزهرة
كيف نتحرّر من ظلال المعاني الثقيلة
لا نريد أكثر من أن نكون أبناء فلسطين
ما هذا الاحتلال الغاصب الذي دفع شعباً ليترك الليمون والزيتون ينضج لوحده . شعب بأسره اقتلع من خبز ساخن وخرج الى ما لا يعرف . نصبت خيام على عجل . انكسر الزمان كالزجاج وأصبحت فلسطين الخيال ، والخيمة الواقع . وطالت المسافة ، ونبت العشب البرّي تحت ظلال الخيمة الواقفة في الزمهرير . هذا الظلم الفادح بشعب فلسطين وأرض فلسطين هو بمثابة الشك في قمر الحب الذي يغمر ليلنا الدامس بالفضّة الصريحة . ونصب الفخاخ لأجمل خطواته نحو المستقبل
أحب فلسطين وهذا حق مشاع كما اعتقد وليس لأحد مصادرته . وهذا الحب الذي يشاركني فيه الكثيرين الذين سبقوني الى احتضان القضيّة التي ولدت من صخرة الجليل متميزّة برهافة عصفور
ها نحن يحدِّق بِنَا الخطر دون أن نملك دفاعاً غير هذه الأغنيات والإيمان الأعظم بأن الشعب الفلسطيني ذاهب الى مستقبله الذي يريده ويحلم به بالرغم من كل محاولات تعطيل خطواته وتعويق ذهابه الفاتن
نضع فلسطين تحيّة كل صباح وأيقونة للحب ونرفع صوتنا ، معلنين ، أن للشعب الفلسطيني إخوة لا يُحْصَوْن . وما على الطغاة إلاّ أن يبعثوا بعسسهم وجيشهم وصليل سلاسلهم لملاحقة إخوة لا يُحْصَوْن
إلى فلسطين خذوني معكم لنحرس تلفّت القلب الى تينة البيت وبئر الماء المغمّس بالأمل لتعود الروح لمواصلة السير الشاق في طريق العودة .
ليكن ملعوناً هذا العالم الذي أصبح منفى
ليكن ملعوناً هذا العالم في عدالته القاتلة
لن أقول مرّة أخرى كم أحب فلسطين ولكن أقول أني استعضت بفلسطين عن العالم .
فلسطين امنحيني حبّك فلا ادخل حرباً من هذه الحروب ولا يأتيني خبر سلام أبداً ونغلق بابنا على التاريخ ونفتحه على نجوم السماء
فلسطين وحيدة متروكة على الرغم من انها صاحبة الحق والمعتدى عليها . يبدو أن العالم مغلقاً على انحيازه الصهيوني ، مغلقاً دون صوت فلسطين كالجدار الأصّم
العرب يتحملّون جزء كبير من المسؤوليّة أمام القضيّة الفلسطينيّة
لقد أعطتهم فلسطين حجّة تاريخيّة للنهوض فلم ينهضوا بحجّة ان القضيّة تشغل بالهم وتملأ وقتهم وتمنعهم من النهوض . أعطتهم فلسطين الفرصة ليردّوا على التحدّي الاسرائيلي وعلى التحدّي التاريخي والحضاري
فماذا فعلوا بالفرصة
لقد أضاعوا الفرصة
فلسطين أيها العرب تغرق
ضميرنا الفلسطيني يعذبنا
لن تموت فلسطين
لن يخطفوها الى الأبد
POST A COMMENT.