عفيف دياب ||
بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس زيارة رسمية إلى لبنان من المقرر أن تستمر ثلاثة أيام تلبية لدعوة من نظيره اللبناني ميشال عون. وقد وصفت الزيارة بالسياسية أكثر مما هي بروتوكولية لتهنئة عون بالرئاسة. فالزيارة مخصصة للبحث في كثير من الملفات الشائكة والعلاقات الملتبسة بين الجانبين، أمنيا وسياسيا واجتماعيا، خصوصا وأن في لبنان مخيمات تحتضن آلاف اللاجئين الفلسطينيين المحرومين من أبسط حقوقهم المدنية، حيث لا يرى لبنان الرسمي من هذا الوجود إلا الجانب الأمني متجاهلاً القضايا الاجتماعية والاقتصادية، حسب قول أكثر من مراقب فلسطيني في بيروت يتابعون باهتمام زيارة عباس إلى لبنان.
ولزيارة عباس الذي يقيم رسميا في فندق مشرف على بقايا مخيم تل الزعتر السابق للاجئين الفلسطينيين في شرق العاصمة بيروت أربعة أهداف، بحسب الباحث الفلسطيني صقر أبو فخر.
ووفق أبو فخر، فإن أول هذه الأهداف تهنئة عون بانتخابه رئيسا للبنان، والثاني التنسيق المشترك في مؤتمر القمة العربية المقبل في الأردن وتحديدا فيما يتعلق بالفلسطينيين وحق اللاجئين منهم في العودة إلى أراضيهم التي تحتلها إسرائيل.
الأمن والحقوق
أما الهدف الثالث من زيارة عباس فهو “تجديد العلاقة الفلسطينية اللبنانية الجيدة، وإعادة طرح القضايا المدنية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين كحق العمل والتنقل وجواز السفر”، في حين يتعلق الهدف الرابع بالملف الأمني وخصوصا ما يجري داخل مخيم عين الحلوة. ويرى أبو فخر أن الملف الأمني يمثل أبرز أجندة الزيارة لأن “الوضع في المخيم صعب للغاية، والقوى الأمنية الفلسطينية تقف عاجزة عن حل المشكلات الأمنية داخل عين الحلوة، ولا يمكن لقوة أخرى من خارجه كالجيش اللبناني مثلا الدخول إلى المخيم وإعادة الأمن إليه”.
ومن بين الإشكالات الأمنية إصرار السلطات اللبنانية على إلقاء القبض على مطلوبين لبنانيين موجودين داخل مخيم عين الحلوة، في وقت تعجز الفصائل الفلسطينية عن تنفيذ هذا الطلب. كذلك، يواصل الجانب اللبناني تشييد جدار عازل حول مخيم عين الحلوة، في حين يتحدث مراقبون عن أن بيروت تتعامل مع الفلسطينيين من الشق الأمني فقط وتتغاضى عن مشاكلهم الاجتماعية وحقوقهم المدنية.تغليب الجانب الأمني كان واضحا في حديث الرئيس عون خلال مؤتمره الصحفي مع عباس الخميس.
استقرار المخيمات
وقال عون إنه شكر عباس على عنايته بأوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، مضيفا “أكدت له على أهمية دوره في استقرار المخيمات كي لا تتحول بؤرا لمن يبغي استغلال مآسي الشعب الفلسطيني واستثمارها في الإرهاب والإخلال بالأمن”.
وحول المطالب الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين بلبنان، قال عون إنه وعباس توافقا على مطالبهما المشتركة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا ) “الاستمرار في تلبية الاحتياجات الحياتية للفلسطينيين في انتظار إيجاد حل سياسي لقضيتهم”.
ومن جهته، قال عباس إنه يعمل بكل ما يستطيع لأن يكون الوجود الفلسطيني في لبنان “إيجابيا”. وأضاف أن أبناء شعبه في لبنان أكدوا على انضباطهم وحفاظهم على الأمن والاستقرار في المخيمات.
وليس متوقعا أن تحسم زيارة عباس كل الملفات الشائكة، لأن “الأمور الأمنية تفاقمت منذ فترة داخل المخيم وهي بحاجة إلى عملية جراحية ولا أحد مستعد للقيام بها”، كما يقول صقر أبو فخر. لكن الكاتب هيثم زعيتر يرى أن توافق عون وعباس على استقرار أمن المخيمات، وعدم تحولها إلى بؤر أمنية تثير القلاقل، “أمر مهم جداً ويسهم في تأمين غطاء شرعي يحمي سكانها”.
الجزيرة نت
24\2\2017
POST A COMMENT.