مرشحو الرئاسة الفرنسية ولبنان.. حنين وأهداف انتخابية

عفيف دياب ||

لا تكاد تغادر مطار بيروت الدولي طائرة مرشح فرنسي للرئاسة حتى تهبط طائرة مرشح آخر، فبعد أن أمضى مرشح حركة “آن مارش” إيمانويل ماكرون 48 ساعة ببيروت قبل ثلاثة أسابيع، جاءت اليوم مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان مستغلة إرجاء مرشح اليمين المعتدل فرنسوا فيون زيارته إلى الشهر المقبل.

وما بين زيارة ماكرون ولوبان والمرتقبة لفيون، أصبحت بيروت صندوق بريد المرشحين للرئاسة الفرنسية بشأن قضايا المنطقة ومصير رئيس النظام السوري بشار الأسد ومسيحيي الشرق، حيث وُصفت زيارة ماكرون بأنها “تكريس لمكانته الدولية”، وهو الداعي إلى اعتماد فرنسا سياسة متوازنة حيال النظام السوري والمعارضة، في حين اعتُبرت زيارة لوبان رسالة دعم إلى الأسد والمسيحيين، وربما تكون أهداف زيارة فيون مشابهة لمنافسته.

نوستالجيا فرنسية
ويقول أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية جمال واكيم إن زيارات المرشحين الفرنسيين للبنان تتأتى من العلاقة التاريخية بين البلدين، مضيفا للجزيرة نت أنها “نوستالجيا” (حالة حنين) فرنسية مرتبطة بلبنان، وأن الفرنسيين يعتبرون لبنان ضمن “نطاق نفوذهم الأخير في شرق المتوسط”.

ويرى أن زيارات مرشحين عن اليمين تحديدا هي في جزء منها إثبات لحضورهم السياسي، مضيفا “لا نخفي أن غالبية الفرنسيين من أصل لبناني يصوتون لليمين”. وعن الاهتمام الرسمي اللبناني بحضور هؤلاء، يقول واكيم إن الطبقة السياسية اللبنانية “تحسن استقبال الأجنبي ونسج علاقة جيدة معه”.

ولا يخفي المرشحون للرئاسة الفرنسية في زياراتهم لبيروت رهانهم على الناخبين الفرنسيين في لبنان، فوفق الأرقام الرسمية يعيش في لبنان أكثر من 23 ألف ناخب فرنسي ولبناني فرنسي، يقترع منهم ما نسبته 70%، ويقول واكيم إن التواصل معهم من قبل المرشحين أو ممثليهم “مفيد في ظل حماوة المنافسة”.

مواقف مثيرة
ولا تخلو زيارات المرشحين الفرنسيين إلى لبنان، التي حصلت أو قد تحصل قريبا، من إثارات سياسية وإعلامية، فخلال زيارة ماكرون قال إنه يعارض أن يكون تنحي الأسد شرطا مسبقا لأي شيء، رافضا في الوقت نفسه التفاهم معه، وهو موقف لم يلق ترحيبا من شريحة واسعة في لبنان.

أما لوبان فخلّفت قبل مغادرتها بيروت زوبعة من التصريحات والتصرفات التي وصفها مراقبون في بيروت بأنها “غير لائقة”، حيث خرقت البرتوكول المعمول به في دار الفتوى برفضها تغطية رأسها قبل اجتماعها بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي اعتذر عن استقبالها ما لم تلتزم بالبروتوكول.

ووصف مراقبون تصرف لوبان في دار الفتوى بـ”العمل المسرحي الهزلي” الذي تهدف من خلاله إلى تسجيل موقف إعلامي قد يساعدها في حملتها، بينما أبدت دار الفتوى في بيان أسفها “لهذا التصرف غير المناسب في مثل هذه اللقاءات”.

وقبيل اختتام لوبان زيارتها، اجتمعت بزعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قال إنه أبلغها أن الأسد هو “من أكبر الإرهابيين في سوريا والمنطقة”. في حين وصف زعيم اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط تصريحات لوبان حول الأسد بأنها “غير لائقة وتعتبر إهانة للشعبين السوري واللبناني”.

الجزيرة نت

22\2\2017

Facebook Comments

POST A COMMENT.