عفيف دياب ||
في خطوة لافتة، دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الحكومة اللبنانية لإجراء اتصالات رسمية مع نظام دمشق، لوضع خطة لإعادة اللاجئين السوريين في لبنان إلى مدنهم وقراهم.
وهذه أول مرة يتطرق فيها نصر الله إلى ملف اللاجئين السوريين في لبنان، ويدعو الحكومة إلى العمل على إعادتهم، بعد أن كان يدعوها للتعاطي مع دمشق لمعالجة قضايا سياسية وأمنية.
ويطرح مراقبون عدة أسئلة منها: ما الذي تغير حتى يدعو حزب الله لإعادة اللاجئين السوريين من لبنان إلى مناطقهم؟ وهل لديه قلق ديمغرافي من تزايد أعدادهم في لبنان، أم أنه يهدف لنفي اتهامه بالسعي لتغيير الديمغرافيا في سوريا؟
دلالات وملامح
كما يتساءل البعض عما إذا كان هذا الموقف المستجد من قبل الحزب يأتي من خلفية أنه انتصر في سوريا وأن الأمور عادت إلى طبيعتها هناك، أم أن التسوية آتية؟
ويرى المحلل السياسي توفيق شومان أن كلام نصر الله بشأن اللاجئين يعني أن الأمور هناك ربما تتجه نحو تسوية كبرى، “وبالتالي عودة اللاجئين جزء منها”.
ويضيف للجزيرة نت أن موقف نصر الله سبقه حديث عن مفاوضات بين الحزب ومعارضين من القلمون الغربي لإعادة لاجئين إلى قراهم هناك، “وما قاله الأمين العام لحزب الله “مهم جدا”.
واعتبر أن أي سياسي لبناني موالٍ لنظام دمشق أو معارض له، لا يمكنه إلا أن يتعاطى مع ملف اللجوء السوري بموضوعية واتزان.
ورأى أن الحكومة اللبنانية معنية بهذا الأمر لأن التنسيق مع الجانب السوري مهم بغض النظر عن الموقف السياسي منه.
ولكن هل كلام نصر الله مرتبط بهواجس حزبه من القلق “الديمغرافي” في لبنان، لوجود أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري على أرضه؟
قلق الطوائف
ويرى شومان أن هناك قلقا فعليا وإن لم يتم الحديث عنه مباشرة، “فالجميع في لبنان من مختلف الطوائف والاتجاهات السياسية يقلقهم هذا الكم الكبير من اللجوء اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا”.
ويؤكد أن نصر الله بتطرقه لإعادة اللاجئين السوريين “ينفي عن حزب الله تهمة قيامه بتغيير ديمغرافي بسوريا، ولو كان الحزب يقوم بذلك لما دعا أمينه العام إلى إعادة اللاجئين إلى قراهم وأعلن استعداده للمساعدة في هذا الملف”.
ولكن كيف تقرأ الحكومة اللبنانية كلام حسن نصر الله بشأن التنسيق مع نظام بشار الأسد لإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.
يرفض وزير الدولة لشؤون اللاجئين معين المرعبي التعليق على كلام نصر الله، ويكتفي بالقول للجزيرة نت إن لبنان موقع على شرعة حقوق الإنسان العالمية “ومعني بحماية اللاجئين”.
ويضيف أن العودة قرار يخذه اللاجئون أنفسهم “برعاية الأمم المتحدة التي عليها أن تسهل عودتهم إلى بلادهم وديارهم، بما يضمن حمايتهم الأمنية وعدم تعرضهم لأي سوء”.
ويوضح المرعبي أن لبنان لا يقدر على تحديد وجود منطقة آمنة بسوريا لعودة اللاجئين إليها، و”هذا الأمر لا يمكن أن نتدخل فيه”.
ويؤكد أن موقف لبنان “واضح”، وهو “ملتزم بالتعاطي في ملف النازحين مع الأمم المتحدة، وملتزمون بما يطمح إليه الشعب السوري”.
الجزيرة نت
13\2\2017
POST A COMMENT.