جولة عون الخليجية تعيد التفاؤل بتحسن العلاقات

 عفيف دياب ||

يزور الرئيس اللبناني ميشال عون السعودية وقطر تلبية لدعوة رسمية وجهت إليه إثر انتخابه رئيسا بنهاية أكتوبر/تشرين الأول 2016، وذلك على رأس وفد وزاري كبير، وسط تفاؤل بتحسين العلاقات مع دول الخليج.

وتعد هذه الزيارة هي الأولى للرئيس اللبناني خارج البلاد منذ وصوله إلى سدة الرئاسة بعد تفاهمه مع زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، حيث كان من جملة بنود التفاهم غير المعلنة والمتداولة في بيروت أن عون تعهد للحريري بأن تكون أولى زياراته الخارجية للسعودية ودول عربية أخرى.

ومن المتداول أن الزيارة المتفق عليها تهدف لإعادة تطبيع العلاقات اللبنانية العربية، خصوصا مع دول مجلس التعاون الخليجي، بعد “سوء الفهم” الناشئ جراء بعض مواقف لبنان الخارجية وتعاظم دور حزب الله العسكري في سوريا وتدخله الأمني بشؤون دول أخرى.

ويقول متابعون في بيروت إن الهدف الرئيس لزيارة عون الرياض والدوحة هو إزالة اللبس الذي شاب العلاقة اللبنانية الخليجية، بينما يرى آخرون أنها تسعى لتأكيد أن لبنان ليس في حلف معادٍ للدول العربية، وفي مقدمتها الدول الخليجية، وأن عون يقف على مسافة واحدة من الجميع.

ويرى محللون أن عون قرر بزيارته الخارجية الأولى تبديد “السحابة السوداء” التي خيمت على أجواء العلاقات مع الخليج، وما تبع ذلك من تراجع للحضور الخليجي السياسي والاقتصادي في لبنان ومنع رعايا مجلس التعاون من السياحة هناك.

سياسية أم اقتصادية
وإزاء التساؤل عما إذا كانت زيارة عون للسعودية وقطر ستسهم في الحد من التباين في المواقف السياسية بشأن ملفات إقليمية أم أنها ستحقق فقط أهدافا اقتصادية، يدعو الكاتب الصحفي سمير منصور إلى عدم قراءة زيارة عون من الزاوية الاقتصادية فقط، ويقول للجزيرة نت إن “المرحلة تتطلب منه معالجة مواقف سياسية إقليمية”.

ويضيف أن نقاط الخلاف بين إيران والسعودية وباقي دول الخليج العربي كانت وراء التباين السعودي اللبناني في المواقف، حيث كان لبنان بحكم الأمر الواقع ملزما بتجنب اتخاذ موقف تجاه إيران وعدم التضامن مع الدول العربية، مما تسبب بتراجع تعاون السعودية ودول مجلس التعاون مع لبنان، حسب رأيه.

ولدى سؤالنا عما إذا كانت مواقف لبنان الخارجية التي كانت مصدر إزعاج للسعودية ستتبدل بعد زيارة عون، يجيب منصور أن المرحلة المقبلة ستظهر حقيقة المواقف، مؤكدا أن تقاربا سعوديا إيرانيا “قد يساعد لبنان على الخروج من المواقف الحرجة”.

تطبيع العلاقات
من جهة أخرى، يرى الكاتب الصحفي قاسم قصير أن زيارة عون السعودية وقطر، التي ستتبعها لاحقا جولة في دول عربية وأجنبية، ستشكل “فرصة مناسبة” لتحسين علاقات لبنان مع الدول العربية، وخصوصا مع السعودية، لا سيما بعد الإشكال الذي حصل إثر وقف الهِبة السعودية للجيش اللبناني والقوى الأمنية المقدرة بحوالي 3 مليارات دولار.

ويضيف قصير للجزيرة نت أن زيارة عون على رأس وفد كبير “هي بحد ذاتها إيجابية ويعول عليها كثيرا”، ويرى أن رئيس لبنان حريص على تخفيف نسبة التوتر بين لبنان ودول الخليج بشكل عام.

ويرى قصير أن الجميع في لبنان يطمحون إلى أن يلعب الرئيس عون دورا في تطبيع وتحسين العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، وخصوصا مع السعودية وإيران.

الجزيرة نت

10\1\2017

Facebook Comments

POST A COMMENT.