عفيف دياب ||
بدأت السلطات اللبنانية بناء جدار إسمنتي حول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الذي تقطنه ثمانون ألف نسمة قرب مدينة صيدا في جنوب البلاد.
الجدار الذي أخذت معالمه تتضح للعيان على طول الجهة الغربية من المخيم يبلغ ارتفاعه بين خمسة وستة أمتار، وتقام عليه أبراج مراقبة، فيما لم يتضح بعد طول هذا السور الإسمنتي وما إذا كان سيلتف حول المخيم بأكمله أم سيقتصر على الجهة الغربية التي تعتبر “خاصرة رخوة أمنيا”، حسب تعبير مصدر أمني لبناني.
يقول المصدر -الذي فضل عدم الكشف عن اسمه- للجزيرة نت إن رفع الجدار جاء لأسباب أمنية، وهدفه الأول حماية الطريق الدولي في محيط المخيم، خصوصا قوافل قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان حيث تسلكه بين الحين والآخر.
لكن المصدر رفض بشدة الاتهامات بشأن نية عزل المخيم أو محاصرته، مؤكدا أن إقامة الجدار جاءت بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيم.
جدار عازل
يقول الصحفي خالد الغربي -الذي يتابع ميدانيا بناء جدار عازل حول أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان- إن العمل في تشييد الجدار سيستغرق 15 شهرا بتكلفة تقدر بنحو سبعة ملايين دولار.
ويضيف للجزيرة نت أن الجيش اللبناني -الذي رسم مسار الجدار وحدد نقاط أبراج المراقبة- يشرف مباشرة على أعمال البناء بالتنسيق مع القوى الحزبية الفلسطينية.
ويوضح أن الجدار ستعلوه أيضا في بعض النقاط أسلاك شائكة. ويضيف أن “الجدار حتى ولو كان ذهبا فسيحول مخيم عين الحلوة إلى معتقل كبير”.
وأبدى الغربي تخوفه من أن تمتد أعمال إقامة جدار عازل حول مخيم عين الحلوة إلى مخيمات أخرى في لبنان. ويقول إن “السلطات اللبنانية لم تتعاط مع الملف الفلسطيني إلا من الناحية الأمنية في وقت أهملت معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وها قد بدأنا في مدينة صيدا نرى الفاصل الإسمنتي-الأمني بين المخيم ومحيطه في المدينة”.
توقيت خاطئ
من جهته، يقول الصحفي المتخصص بالشأن الفلسطيني هيثم زعيتر إن الجدار الأمني أحدث لغطا وجدلا في لبنان، وإن تشييده “جاء في توقيت خاطئ”.
ويضيف للجزيرة نت أن الجدار بالنسبة للفلسطينيين هو “جدار الفصل العنصري الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وبالتالي يرى الآن اللاجئون في عين الحلوة جدارا يلتف حولهم مما يثير الريبة والهواجس عندهم”.
وقال إن الجهات الأمنية اللبنانية عرضت على القوى الفلسطينية هواجسها وأسباب إقامة الجدار، ومنها تسلل “مجموعات مسلحة من المخيم وتنفيذ أعمال إرهابية”.
ويؤكد زعيتر أن الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة نأوا بأنفسهم عن إثارة القلاقل الأمنية، كما أن التنسيق بين الطرفين اللبناني والفلسطيني في أوجه “وبالتالي لا داعي لإقامة هكذا جدار حول المخيم”.
ارتياح لدى الفصائل
لكن قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب ينفي القلق الذي يبديه الفلسطينيون في عين الحلوة.
ويقول للجزيرة نت إن جميع القوى الفلسطينية في المخيم “مطمئنة” لإقامة الجدار الذي يشيد غرب المخيم حيث لا معابر أو طرق عبور تؤثر على يوميات السكان.
ويضيف أن اجتماعا عقد مع السلطات الأمنية اللبنانية، وقد “قدمنا بعض الملاحظات على مسار الجدار وأبراج المراقبة، وقد وافقت السلطات على مطلبنا بإجراء بعض التعديلات”.
ويؤكد أبو عرب أنه لا مشاكل مع الدولة اللبنانية التي “يحق لها أن تقوم بأي شيء على أراضيها”. ويرى أن إقامة الجدار هدفها “منع الفلتان الأمني والعبور غير الشرعي من وإلى عين الحلوة”.
الجزيرة نت
21\11\2016
|
POST A COMMENT.