وبرر الحريري قراره -أو ما وصفه بتجرع “الكأس المرة”- بتجنيب لبنان الانهيار وإبعاده عن المخاطر وحمايته من انتقال “النيران” المجاورة إليه، قائلا إن “ما أقدم عليه هو تسوية سياسية بكل معنى الكلمة”.
الحريري أوضح في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة بيروت، الأسباب التي دفعته لتبني ترشيح أحد ألد خصومه السياسيين في لبنان بعد ممانعة دامت أكثر من سنتين ونصف، وقال “إن خياره الأول كان سمير جعجع أو أمين الجميل أو أي ممثل لقوى 14 آذار دون أن يأتي ذلك برئيس، وخياره الثاني كان مرشحاً توافقياً وسطياً وأيضاً لم يأت برئيس”.
وعن خياره الثالث سليمان فرنجية، قال الحريري إنه لم يأت به رئيسا ولم تجر أي محاولة من أي طرف آخر لانتخابه. وتابع أنه “لم يبق أمامه سوى خيار دعم عون، لا سيما منذ ترشيحه من حلفائنا في القوات اللبنانية وبعد حوارنا معه”.
نقاط تفاهم
وعدد الحريري ما تم التفاهم عليه مع المرشح عون بعد الحوار معه. ومن أبرز ما توصلا إليه أن عون لا يريد للدولة والنظام أن يسقطا، “واتفقنا بصراحة على أن أحداً لن يطرح أي تعديل على النظام قبل إجماع وطني”.
وأضاف أنه توصل مع عون إلى إعادة إطلاق عجلة الدولة والمؤسسات. ولكن أبرز ما تم التفاهم عليه بين الطرفين هو “تحييد الدولة اللبنانية بالكامل عن الأزمة في سوريا“.
ولم يخف الحريري أنه بترشيحه عون يكون قد أقدم على مخاطرة كبرى قد تطيح بشعبيته ومستقبله السياسي، لكنه أكد أنه مستعد لتحمل ذلك من أجل أن يحمي الجميع.
وحول موقف حزب الله مما أقدم عليه، قال الحريري في كلمته إن “الكثيرين غير مقتنعين ويشككون في نوايا الحزب الحقيقية”.
وسارع عون إلى الترحيب بقرار الحريري، معتبرا أنه لا يوجد رابح ولا خاسر في حل مشكلة الفراغ الرئاسي، بل يصب ذلك في مصلحة لبنان واللبنانيين. وحول من يعارض هذا التفاهم بينه وبين الحريري، قال “من يعارض اليوم يعارض من معتقدات مسبقة دفعته إلى اتخاذ هذا الموقف”.
اعتراض منضبط
ولم يمر قرار الحريري من دون عاصفة ردود فعل معترضة من داخل بيته الحزبي أولاً، فبعد دقائق من إنهاء كلمته أعلن رئيس كتلة تيار المستقبل البرلمانية فؤاد السنيورة رفضه انتخاب عون للرئاسة، وقال في تصريح له إنه كان وسيبقى مع الحريري، و”لكن لن أنتخب ميشال عون رئيساً للجمهورية”.
هذا الموقف أعلنه أيضاً عدد من أعضاء كتلة المستقبل، إضافة إلى فريد مكاري نائب رئيس البرلمان الذي قال إنه لن يكون مع عون وربما يقترع بورقة بيضاء، مشددا على أن قناعاته بدعم عون لم تلتق مع قناعات الحريري.
وهذا الاعتراض المحدود، أو “التمايز المنضبط” حتى الآن داخل تيار المستقبل، بوسع الحريري أن يضبط إيقاعه كما يقول أحد أعضاء المكتب السياسي في التيار للجزيرة نت.
ويضيف عضو المكتب السياسي -مفضلا عدم ذكر اسمه- أن “الاعتراض داخل بيت تيار المستقبل أمر طبيعي، ولكن الأسباب التي قدمها الحريري مقنعة ويجب أخذها بعين الاعتبار. وتابع أن “جمهور تيارنا مصدوم من خطوة رئيسه، ولكنه مع الأيام سيكتشف كم كان على صواب”.
الجزيرة نت
20\10\2016
POST A COMMENT.