صحف لبنان.. تسريح العاملين لا يتوقف
عفيف دياب || بينما يتواصل رفض نقابة محرري الصحافة اللبنانية أي عملية تسريح تستهدف الصحفيين العاملين في الصحف ووسائل الإعلام، فإنها تقف عاجزة عن الحد من هذه العمليات التي تطال الصحفيين والكتاب والمصورين الفوتوغرافيين دون سابق إنذار.
ويتذرع أصحاب الصحف بأزماتهم المالية التي اضطرتهم لاتخاذ قرارات تسريح “خارجة عن إرادتهم”، كما يقول رئيس تحرير صحيفة بيروتية عريقة للجزيرة نت. ويضيف -مفضلا عدم ذكر اسمه- أن الصحف اللبنانية “تحتضر، وللأسف بعض جرائدنا التي تصدر حان موعد دفنها”.
ويرى البعض أن “موت الصحيفة اللبنانية لم يأت من فراغ، فالصحف اللبنانية ليست سوى ملكيات عائلية لم ترقَ لأن تصبح مؤسسات إعلامية تواكب تطور ونمو صناعة الصحافة والإعلام، وبقيت تراوح مكانها”.
ويقول أحد الصحفيين المسرّحين من صحيفة لبنانية عريقة إن رواتبهم لم تدفع منذ تسعة أشهر، في مقابل إقدام أصحاب الصحيفة على شراء عقارات جديدة لهم.
وإزاء “التسريح العشوائي” الذي تقدم عليه معظم الصحف اللبنانية، لم تقدر نقابة محرري الصحافة أو نقابة الصحافة على وضع حد له.
مؤشر مقلق
فمجلس نقابة محرري الصحافة خصص اجتماعه الأخير لبحث تسريح عدد من العاملين في صحيفتي “المستقبل” و”الأخبار”، والحديث عن إقدام صحف أخرى على تدابير مماثلة، وذلك بعد سلسلة الأزمات التي مرت بها صحف “النهار” و”السفير” و”اللواء”.
يقول نقيب محرري الصحافة إلياس عون للجزيرة نت إن مجلس نقابته اعتبر أن استمرارية الصحافة الورقية مهددة، داعيا إلى التصدي لهذا الأمر عبر خطة شاملة، وأن “تتحمل الدولة مسؤولياتها حيال هذه الأزمة الوطنية”.
ويضيف أن ما يجري من طرد للصحفيين “مؤشر مقلق لنا وللبنان”، موضحا أن الصحافة هي واجهة أي بلد “ومعاناة صحافتنا من معاناة بلدنا”.
وأعلن عون رفض نقابة المحررين أن تكون الأزمات المالية التي تعاني منها الصحف “شماعة” يتخفى وراءها أصحاب الصحف، ويعمدون على “إبدال الرواتب النظامية بصيغة الاستكتاب، وطرد الصحفيين عشوائيا”.
ويؤكد عون أن النقابة ومكتبها القانوني “تحت تصرف الزملاء المصروفين”، داعيا الصحف إلى دفع الرواتب المتأخرة لهؤلاء وضمان حقوقهم.
أزمة متعددة
من جهته، يرفض رئيس نقابة الصحافة عوني الكعكي مصطلح “طرد الصحفيين”، ويقول للجزيرة نت إن الصحف تقوم بـ”الاستغناء وليس الطرد”، مشيرا إلى أن الصحف لجأت إلى هذا الخيار المر لتخفيف الأعباء المالية.
ويعلل الكعكي أزمات الصحف اللبنانية بتراجع المبيعات، وانخفاض مساحة الإعلانات التجارية، وغياب التمويل العربي المعروف تاريخيا كداعم للصحف اللبنانية.
ويتابع أن أزمات الصحافة الورقية اللبنانية متنوعة، لكن أخطرها الانتشار المحدود للصحف اليوم مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى، لافتا إلى أن نقابة الصحافة درست عدة خيارات للخروج من الأزمة، داعيا الصحف إلى “إيجاد حل جذري وتقييم جديد لتكلفتها”.
وعن فكرة دمج صحف للخروج من الأزمة، يقول الكعكي إنها فكرة جيدة من الناحية النظرية، ولكنها غير قابلة للتنفيذ حاليا
الجزيرة نت
1\10\2016
Facebook Comments
POST A COMMENT.