العودة للمدارس بلبنان.. زحمة اللاجئين وندرة الأموال

عفيف دياب ||

من اللحظات الأولى أبدت السلطات اللبنانية استعدادها لتوفير التعليم المجاني للتلاميذ المواطنين واللاجئين، وافتتحت عشرات المدارس للوفاء بهذا الالتزام، لكن الفشل يتربص بالعام الدراسي الجديد لأن خزائن وزارة التعليم فارغة والمبالغ التي تعهدت بها الجهات المانحة لمّا تصل بعد.

******

انطلق العام الدراسي الجديد في لبنان تحت شعار “العودة إلى المدرسة.. أنا حاضر”. وهو شعار يحمل في طياته الكثير من الالتزامات الرسمية تجاه أكثر من 650 ألف تلميذ في المدارس الرسمية  بينهم نحو 280 ألفا من اللاجئين.

وهذا العدد الكبير من التلاميذ اللاجئين ألزم وزارة التربية اللبنانية بفتح 330 مدرسة رسمية لدوام تعليمي مسائي، إضافة إلى نيتها افتتاح 100 مدرسة أخرى لاستيعاب العدد المتزايد لمن هم في سن التعليم من اللاجئين من سوريا والعراق وفلسطينيي سوريا.
ووفق تقديرات وزارة التربية اللبنانية هنالك ارتفاع في عدد التلاميذ اللاجئين مقارنة بالعام الدراسي الماضي بـ45 ألفا.

لكن استيعاب هذا العدد الكبير من التلاميذ اللاجئين يواجه معوقات متنوعة تصطدم بها وزارة التربية اللبنانية، وأبرزها التمويل.

الجهات المانحة
ويقول معنيون في الوزارة للجزيرة نت إن الجهات الدولية المانحة لتعليم اللاجئين في لبنان لم توفر سوى 140 مليون دولار، وهو مبلغ لا يلبي احتياجات المدارس الرسمية.

ووفق هؤلاء، فإن السلطات اللبنانية تحركت سياسيا لتوفير المبالغ المالية المطلوبة لضمان تعليم اللاجئين إلى جانب التلاميذ اللبنانيين.

وأوضحت مصادر بالوزارة أن هناك شراكة مع 19 دولة مانحة و60 منظمة غير حكومية محلية ودولية بهدف توفير التعليم للأطفال اللبنانيين وغيرهم، و”لكن المبالغ الموعودة لم تصل إلى حساب الوزارة”.

وكان وزير التربية اللبناني إلياس أبو صعب أعلن في وقت سابق عقد شراكة مع منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة أبرزها اليونيسيف ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين والبنك الدولي واليونيسكو، بهدف دعم التعليم، وأكد التزام وزارته بتوفير التعليم المجاني لجميع الأطفال اللبنانيين وغيرهم في المدارس الرسمية.

ومن المقرر أن تغطي وزارة التربية اللبنانية رسوم التسجيل والكتب المدرسية القرطاسية.

ويقول الخبير التربوي والكاتب الصحفي إبراهيم حيدر إن أكثر ما سيواجهه لبنان في هذا المجال هو عدم توفر الدعم المالي.

ويضيف للجزيرة نت أن الدول المانحة لم تف بما التزمت به في السنوات الماضية، موضحاً أن لبنان أنفق ما قيمته 800 مليون دولار على مدى خمس سنوات لمواكبة توفير التعليم للاجئين.

صناديق فارغة
ويؤكد حيدر أن وزارة التربية اللبنانية أطلقت مشروعها لتعليم اللبنانيين وغير اللبنانيين مجانا في المدارس الرسمية و”لكن ستواجهها معوقات في منتصف العام الدراسي إذا ما بقي التمويل غائبا أو متدنيا”، مشيرا إلى أن صناديق المدارس المالية فارغة.

من جانبها، تقول الناطقة الإعلامية باسم مفوضية شؤون اللاجئين ليزا أبو خالد إن عملهم مع وزارة التربية اللبنانية قائم “لحل المشاكل” التي ترافق بدء العام الدراسي وزيادة عدد التلاميذ اللاجئين.

وتضيف للجزيرة نت أن وزارة التربية هي شريكهم الأول في لبنان و”نسعى لأن نستهدف أكثر من 200 ألف تلميذ لاجئ وتأمين مستلزمات تعليمهم من الكتب والقرطاسية والنقل خلال العام الدراسي الجديد”.

وأوضحت أن الجهات المانحة تعهدت بتوفير 265 مليون دولار. ولفتت لعدم وجود إحصاء عن عدد التلاميذ اللاجئين الذين سجلوا في المدارس الرسمية اللبنانية.

ولكنها نبهت إلى أنه في العام الدراسي الماضي كان حوالي 400 ألف لاجئ في سن الدراسة، سجل منهم 157 ألفا في المدارس المخصصة لهم.

الجزيرة نت

29\9\2016

Facebook Comments

POST A COMMENT.