مسرح جوال يحكي معاناة اللاجئين السوريين
عفيف دياب ||
(كرفانة)، حيث تتجول في المخيمات وخارجها عارضة ثمانية مشاهد عن معاناة اللاجئين وأحلامهم قبل الشتات وبعده، ويشارك في سردها منذ ستة أشهر أكثر من 250 لاجئا، بينهم 50 طفلا.
وأمضت الفنانتان سابين شقير وفرح قاسم أكثر من شهر مع اللاجئين في خيامهم المزروعة بسهل البقاع اللبناني (شرق)، حيث جمعتا أدق تفاصيل الحياة اليومية للاجئين عبر ورشات عمل خاصة، وسجلت ثماني حكايات على هيئة مشاهد درامية مدة الواحدة منها خمس دقائق، كما اختير ستة من أصحاب القصص أو المقربين منهم للمشاركة بتمثيلها.
وتقول سابين إن المشروع بدأ قبل ستة أشهر بورشات عمل مع اللاجئين في خمسة مخيمات، وأضافت أنهم نشروا بعض القصص على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم اختاروا ثماني منها لتحويلها إلى عمل مسرحي.
ويقدم الفريق في مسرح الكرفانة أعمال حركة ورقص وتحريك دمى، ويستخدمون غالونات فارغة ومواد من البلاستيك والأقمشة الملونة لإضفاء مظاهر مبهجة على الديكور المتواضع، إضافة الى الموسيقى والمؤثرات الصوتية لمنح العمل مساحة من الخيال أو لتحريك ذاكرة المشاهد.
ويستعد مسرح “الكرفانة” للانتقال إلى دول عربية للمشاركة في مهرجانات الشارع، وهو يحرص على تجسيد القصص الحزينة في قوالب فكاهية تستدرج الجمهور للمشاركة في سرد القصص.
وتقول سابين إن العرض يجسد “حكايات تظهر يوميات اللاجئ ولماذا هو هنا”، معتبرة أن التعاطي مع اللاجئين “يجب أن يكون قضية إنسانية فهم ليسوا أرقاما”.
ويحكي بعض الممثلين من اللاجئين مشاعرهم النابعة من ارتدادات الحرب في بلدهم، ويقول اللاجئ السوري علي جاسم (17 عاما)، الذي نزح مع أسرته من حمص قبل 3 سنوات، إنه يشارك كممثل في مسرح الكرفانة، وإنه عمل مع الفريق على جمع قصص اللاجئين وتجسيد ظروف عيشهم ليتعرف عليها اللبنانيون.
ويؤكد علي الذي سيهجر المخيم مع أسرته إلى النرويج أن رحلة لجوئه الجديدة نحو الغرب ستكون أفضل لعائلته، مضيفا “تعبت من اللجوء في مخيم”، كما يرى أن العمل المسرحي فتح بابا ليحكي اللاجئون قصتهم بوضوح.
ويواجه فريق العمل المسرحي عدة صعوبات، حيث لا يُسمح للاجئين في لبنان بالتحرك بحرية داخل البلاد، فأغلبيتهم لا يملكون أوراقا ثبوتية تخولهم التجول بحرية، مما اضطر المشرفين على العمل إلى الاستعانة بممثلين سوريين محترفين لتقديم العرض في مناطق لبنانية خارج المخيمات.
الجزيرة نت
17\7\2016
Facebook Comments
POST A COMMENT.