لم تحل صعوبة حياة اللجوء دون تفوق بعض أبناء اللاجئين في لبنان، فقد حقق اللاجئان السوري محمد عمار الكوشك والفلسطيني إسماعيل عجاوي أول المراكز في الامتحانات الرسمية اللبنانية، ولم تمنعهما صعوبة أحوالهما من تحقيق ما يحلمان به. فمحمد الكوشك (16 عاما) الهارب مع أسرته من الموت في داريا بريف دمشق إلى بلدة شحيم في جبل لبنان (الشوف) منذ بداية العام 2012، تبوأ المركز الثاني في نتائج امتحانات الشهادة المتوسطة اللبنانية، ونال علامة 19.14/ 20 حيث كان الفارق عن منافسته اللبنانية التي حلت بالمرتبة الاولى ضئيلا.
أما الطالب الفلسطيني إسماعيل عجاوي (15 عاما) الذي ولد في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صور في جنوب لبنان، فقد حاز المرتبة الثالثة في لبنان والأولى في جنوب لبنان، ونال 19.07/ 20.
ويقول الطالب السوري محمد الكوشك للجزيرة نت إن هدفه كان التفوق في امتحانات الشهادة المتوسطة بلبنان بعد أن كان الرائد على ريف دمشق في مادة الرياضيات في الصف الرابع الابتدائي.
ويؤكد “الذي يدرس ويجتهد يصل، وأنا أردت النجاح وكنت أحلم بالمرتبة الأولى”. ويضيف “كنت أعزل نفسي فور عودتي من المدرسة، وأنكب على الدرس تحضيرا للامتحان الرسمي”، لافتا إلى أن أولى العقبات التي كانت تواجهه في لبنان هي اللغة الأجنبية والفروقات الكبيرة بين المنهجين التربويين اللبناني والسوري.
ويؤكد الكوشك أن والديه وفرا له كل متطلبات الراحة لتحقيق نجاحة، وأن طموحة الأكبر هو أن يصبح طبيبا.
ويقول والد محمد، سعيد الكوشك العامل في بيع أطباق الفول، إنه وفر كل متطلبات نجاح نجله. ويضيف للجزيرة نت أن مثابرة ابنه على الدرس والمتابعة مع معلميه في المدرسة والهدوء الذي وفرناه له كأسرة أسهم في تحقيق طموحه وحاز المركز الثاني في لبنان”.
ويتابع “لم أظهر له ولإخوته قلقي مما يجري في سوريا، فهدفي كان توفير الاستقرار والسلامة لهم حتى يتابعوا دراستهم وتعويض ما فاتهم جراء مغادرتنا داريا“.
من جهته يقول مدير مدرسة شحيم الرسمية ماجد كيوان للجزيرة نت إن تفوق محمد هو وسام لمدرسته، لافتا إلى أن اللجوء والفروقات بين المنهجين التربويين اللبناني والسوري، لم يمنعاه من التفوق.
ويشير إلى أن شقيقته نور (17 عاما) كانت قد تفوقت العام الماضي في امتحانات الشهادة المتوسطة أيضا.
توقع التفوق
من جهته، يقول الطالب الفلسطيني إسماعيل عجاوي الذي كان يتوقع أن يكون من العشرة الأوائل في لبنان، للجزيرة نت إنه حاز المرتبة الثالثة في الشهادة المتوسطة بلبنان. ويضيف أنه فرح كثيرا عندما سمع وزير التربية يذيع اسمه من بين الأوائل، “وكنت أطمح أن أكون في المرتبة الأولى ولكن سأحقق هذا الهدف قريبا”.
إسماعيل ابن فلسطين اللاجئ في مخيم الرشيدية بجنوب لبنان، احتفل بنجاحه أقرانه من اللاجئين الفلسطينيين. وقد كرمته سفارة فلسطين في لبنان ومنظمات طلابية وشبابية فلسطينية، وتلقى تهنئة خاصة من نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
والد المتفوق إسماعيل وفر لابنه ما يحتاجه من هدوء لخوض الامتحانات، ويؤكد الطالب أنه كان يدرس وحده معتمدا على نفسه، ويقول إن هدفه سيكون دراسة الطب رغم معرفته المسبقة بواقع عمل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بهذه المهنة، “وسأصبح طبيبا لأبناء بلدي في المخيمات”.
وهنا يقول والده باسل عجاوي إن ابنه يسعى دائما ليكون من المتفوقين، مؤكدا أن واقع اللاجئ الفلسطيني في لبنان سيبقى “الحافز الأكبر له ليكون مميزا ومتفوقا في شتى المجالات”.
|
POST A COMMENT.