عفيف دياب ||
فتح التفجير الذي استهدف المقر الرئيسي لمصرف لبنان والمهجر في بيروت نقاشا بشأن أهدافه والرسائل التي أراد منفذوه توجيهها. وبينما تستمر التحقيقات في الحادث، تباينت تقديرات المتابعين بشأن دوافعه وأهدافه.
******
بدا الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت وكأنه رسالة إلى أطراف معينة، وهدفه لم يكن إلحاق الدمار بالموقع واستهداف ضحايا، فقد أصابت شظايا التفجير القطاع المصرفي اللبناني الذي يحارب على أكثر من جبهة محلية ودولية.
واستهدف التفجير المقر الرئيسي لمصرف لبنان والمهجر في منطقة فردان ذات الموقع التجاري المهم في بيروت، وأحدث اهتزازا وقلقا في الأوساط السياسية والاقتصادية حيث بدأ العمل على تطويق ارتدادات التفجير ووضع حد للاتهامات السياسية التي بدأت قبل انتهاء التحقيقات الأمنية والقضائية في الحادث الذي أسفر عن جرح شخصين وتضرر ممتلكات خاصة وعامة.
والتفجير الذي جاء بعد بدء المصارف اللبنانية تطبيق قانون الكونغرس الأميركي بحظر التمويل الدولي لحزب الله، فتح واسعاً باب السجالات القانونية والمالية والاقتصادية في البلاد حول آلية تطبيق القانون الأميركي.
وقالت جمعية المصارف اللبنانية إنه يهدف إلى زعزعة الاستقرار الاقتصادي في البلاد، وأكدت بعد اجتماع استثنائي ببيروت أنها تعمل وفق “أعلى الممارسات المهنية وضمن القواعد السائدة في الأسواق الدولية”.
وأوضحت الجمعية أن المصارف “تخضع للقوانين اللبنانية المرعية ولتعاميم مصرف لبنان المركزي حفاظا على مصالح جميع اللبنانيين”، واعتبرت أن التفجير “أصاب القطاع المصرفي بكامله”، وقالت إن مصارف لبنان “اعتادت العمل في بيئة ملأى بالتحديات، وقد خرج القطاع المصرفي منها دائماً أكثر متانة وسلامة”.
لا يرى الكاتب والمحلل الصحفي رضوان مرتضى في التفجير رسالة سياسية بقدر ما يهدف إلى “تأزيم العلاقة بين حزب الله والمصارف”، واعتبر أن هذه العلاقة ليست على ما يرام بسبب إجراءات المصارف المالية بحق الحزب أو ضد مؤسساته.
وقال مرتضى إن “كل التقديرات تشير إلى وجود طرف ثالث أقدم على استهداف المصرف بهدف اتهام حزب الله وتطوير الخلاف بين الطرفين إلى أقصى حدوده السلبية”، لافتاً إلى أن المصرف المستهدف اتخذ إجراءات مالية قاسية ضد مرتبطين بالحزب.
وأشار إلى أن القراءة الأمنية الأولية تؤكد أن حزب الله “لم يقم بالتفجير لأن الاتهام سيطاله مباشرة بسبب سوء علاقته مع المصارف”، واصفاً التفجير “بالعملية النظيفة من حيث عدم وقوع قتلى أو إصابات بليغة، ومن حيث دقة تنفيذها”، و”بالتالي هناك من حاول الدخول من نافذة سوء العلاقة بين الطرفين في توقيت حساس لتطوير الخلاف”.
بدوره، يرى رئيس مركز “أمم” للتوثيق لقمان سليم أن الانفجار “عبارة عن رسالة ليست موجهة فقط إلى القطاع المصرفي اللبناني، بل هي أيضاً موجهة إلى من يقف وراء القطاع المصرفي في عرف حزب الله، أي الدول الحريصة على استقرار الوضع الأمني في لبنان”.
ووفقا لسليم فإن المستفيد من التفجير هو من “يريد أن يعيد التفاوض حول التدابير الأميركية إلى المربع الأول، وهو بطيبعة الحال حزب الله الذي تفاوض مع المصارف ورفع الصوت عالياً في آن واحد”.
وقال إن “حزب الله عمل على خطيْ الترغيب والترهيب لمواجهة القانون الأميركي”، كما “قام بابتزاز لفظي بالتزامن مع خوضه مفاوضات مع المصارف”.
وخلص سليم إلى القول إن تفجير المصرف “هدفه إعادة التفاوض إلى ما يريده حزب الله”.
الجزيرة نت
14\6\2016 |
POST A COMMENT.