أظهرت دراسة للجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع الأونروا حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي للاجئين الفلسطينيين بلبنان، أن معدلات الفقر بينهم بلغت 65%. وذكرت أن فئة الشباب من هؤلاء اللاجئين تعد الأكثر فقرا حيث يرزح 74% منهم تحت خط الفقر.
*********************************
فقد الحاج صلاح (75 عاماً) منزله في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق بعد حصاره وتدميره قبل ثلاثة أعوام. غامر الحاج مع زوجته وخرجا تحت وابل النيران متجهين إلى لبنان ليسكنا في منزل متداع بجبل لبنان، ويعيشا وضعا مزريا لا يقويان على مواجهته.
يتحدث السبعيني بحسرة على أيام منزله الأول بفلسطين ومنزله الثاني في مخيم اليرموك بدمشق والثالث في لبنان، حيث لأقرانهم من اللاجئين المقيمين منذ عامي 1948 و1967 قصص كثيرة مع الحياة والموت والفقر والعوز والبيوت المتهالكة.
حكايات لا نهاية لها عندهم أو عند أولئك الفارين من القتل والموت في سوريا إلى حيث مخيمات البؤس اليومي، كما يقول الحاج أبو صلاح.
ولليوميات الفلسطينية في أماكن اللجوء القسري حكايات، فأبو صلاح وزوجته من يرموك سوريا فقرهما لا يختلف عن فقر أهلهم الفلسطينيين المقيمين بلبنان.
العجوزان حالهما لا يختلف عن حال الشباب، فقد رأت دراسة أعدتها الجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع وكالة “الأونروا” أن فئة الشباب من أكثر فئات اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان تأثراً بالفقر، إذ يرزح 74% منهم تحت خط الفقر، في حين بينت أن 5% منهم في فقر مدقع.
وأظهرت الدراسة أن معدلات الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان بلغت 65%، وأن 89.1% من اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من القتل في سوريا إلى لبنان (43 ألف لاجئ) هم فقراء في العموم، و9.2% منهم أيضاً في فقر مدقع، حيث وصفت الدراسة أوضاعهم بأنها “الأسوأ”.
ولاحظت أن 35 ألف لاجئ فلسطيني فروا من سوريا لا يمكنهم تلبية حاجاتهم الغذائية الأساسية.
وقارنت الدراسة بين متوسط إنفاق الفرد الفلسطيني اللاجئ في لبنان ونظيره الهارب من القتل في سوريا، وبين إنفاق الفرد اللبناني، إذ بلغ متوسط إنفاق الفلسطيني شهرياً 195 دولاراً مقارنة بـ429 دولاراً للبناني، وأقل من 140 دولاراً للفلسطيني القادم من سوريا إلى لبنان.
ووفق دراسة الجامعة الأميركية، فإن أعداد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا بلبنان يبلغ 495 ألفا، يعيش منهم فعليا في البلاد ما بين 260 إلى 280 ألف لاجئ.
دور لبناني
ويقول رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير الأسبق حسن منيمنة للجزيرة نت إن أعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بحاجة إلى تدقيق أكثر، مشيرا إلى أن سجلات اللاجئين لم تعدّل منذ فترة، وأعداد المقيمين في لبنان حالياً ليس لها قوة الإحصاء.
ويرى أن الدراسة أظهرت تراجعا في أحوال الفلسطينيين بكل المجالات، عازيا ذلك إلى تراجع مساعدات الأونروا بسبب أزماتها المالية وارتفاع مستوى المعيشة في لبنان. وأوضح أن على الدولة اللبنانية تقديم تسهيلات للاجئين الفلسطينيين لتحسين مستوى عيشهم.
من جهته رأى مدير المركز الاجتماعي الثقافي الفلسطيني عبد الله كامل أن الدراسة أظهرت واقع حال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والقادمين من سوريا، وحذر في حديث للجزيرة نت من أن الأمور ستزداد سوءاً في العام المقبل في ظل تراجع خدمات الأونروا، لا سيما في مجال التعليم. كما دعا كامل الدولة اللبنانية إلى السماح للاجئ الفلسطيني بالعمل وتأمين خدمات إنسانية له، من باب المساهمة في حل هذه الأزمة الإنسانية.
عفيف دياب \ الجزيرة نت
12\6\2016
POST A COMMENT.