مشاكل اللاجئين السوريين.. بين النظرية والتطبيق

عقد في العاصمة اللبنانية بيروت “المنتدى الإقليمي لإغاثة اللاجئين وإعادة إعمار سوريا” بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين اللبنانيين وممثلي المنظمات الإنسانية الدولية، وبحث المؤتمر في آليات الاستجابة الإنسانية واحتياجات اللاجئين ومطالب الدول المضيفة، إضافة للتحضير لإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يجلس اللاجئ السوري محمد المرعي بين زوجته وطفليه متحدثا عن معاناته المستمرة منذ اضطراره إلى مغادرة منزله ببلدة يبرود، ليقدم لنا نموذجا لأمثلة كثيرة عن معاناة السوريين في لبنان وهم الذين ما زالوا ينتظرون تفعيل توصيات مؤتمرات عديدة تتناول قضاياهم، وكان آخرها المنتدى الإقليمي لإغاثة اللاجئين وإعادة إعمار سوريا المنعقد في بيروت.

ويقيم المرعي اليوم مع مئتي أسرة في مخيم ببلدة عرسال اللبنانية، وقد تحدث للجزيرة نت مطولا عن صعوبة توفير الطعام والاحتياجات الأساسية لعائلته، فضلا عن غياب فرص العمل.

منتدى الإغاثة
وتنتشر مخيمات اللاجئين السوريين في عدة مناطق لبنانية، كما يقطن آخرون في منازل عشوائية، ويعاني معظمهم من ظروف قاسية رغم مناقشة أوضاعهم تلك في العديد من المؤتمرات.

وفي هذا السياق، قال المدير التنفيذي لمؤسسة “سيغما” المنظمة للمنتدى الإقليمي لإغاثة اللاجئين رياض قهوجي إن الفعالية هدفت إلى مناقشة قضية اللاجئين من المنظور التطبيقي بعيدا عن الاعتبارات الأمنية والسياسية.

وأكد للجزيرة نت ضرورة تقديم حلول لتوفير المياه والكهرباء والخدمات الصحية والتعليم للاجئين، شرط ألا تشكل عبئا على الدول المضيفة، مشددا على أهمية التوصل إلى اكتفاء ذاتي داخل المخيمات والاستفادة من التكنولوجيات الجديدة بتعاون القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية.

وعما إذا كان من المبكر الحديث عن إعمار سوريا رأى قهوجي أن المطلوب هو وضع أفكار لتنفيذها عندما تسنح الظروف.

وينتظر أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان مساعدات تقدمها المنظمات الإنسانية، بينما تبقى الكثير من الوعود بتقديم المزيد حبرا على ورق.

وقالت ممثلة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميراي جيرار للجزيرة نت إن لهذا النوع من المؤتمرات دورا في تحفيز المانحين وإيجاد الحلول، وطالبت بإيجاد مقاربة أخرى تركز على الاحتياجات المتزايدة للاجئين كي لا يزداد الوضع سوءا.

تشابه الاحتياجات
ويشكل موضوع اللجوء السوري في لبنان محط سجال بين القوى السياسية بشأن كيفية التعاطي معه والهواجس من التوطين وغيرها. وفي هذا السياق، دعا أنطوان حداد -وهو أحد منظمي المنتدى- إلى إدارة لبنانية منظمة لموضوع اللاجئين والاقتداء بتجارب الدول المجاورة.

وشدد حداد على بناء سياسات تقوم على الاستيعاب المؤقت والتركيز على التعليم الملائم وخلق فرص عمل لا تنافس اللبنانيين، إضافة إلى تقاسم الأعباء مع الدول العربية والمجتمع الدولي لاستيعاب بعض من هؤلاء اللاجئين.

ويبدو أن مشكلات اللاجئين تتشابه في دول الجوار، حيث قالت مديرة منظمة “أرض العون القانوني” في الأردن سمر محارب للجزيرة نت إن قضية اللاجئين تشكل أزمة كرامة إنسانية بسبب اضطرارهم لاتخاذ قرارات صعبة في حياتهم كالابتعاد عن الدراسة والزواج المبكر أو حتى دخول عالم الجريمة والدعارة لإيجاد حل لمشكلاتهم المعيشية.

ورأت محارب أن انطلاق الأردن من الاعتبارات الأمنية مكنه أكثر من غيره من احتواء أزمة اللاجئين بغية المحافظة على الاستقرار.

وسيم الزهيري

الجزيرة نت

2\6\2016

Facebook Comments

POST A COMMENT.