عفيف دياب ||
لم تمر انتخابات بلديات لبنان على الأحزاب والقوى السياسية مرور الكرام، وإنما تركت ندوبًا على بنيتها، ولم تكن نتائج انتخابات طرابلس وحدها العلامة الفارقة فيما أفرزته صناديق الاقتراع، بل ظهر تراجع حضور الأحزاب في معظم المدن والبلدات.
وبحسب المحلل السياسي أمين قمورية فإن النتائج المحلية أظهرت الاستياء من الطبقة السياسية، موضحاً للجزيرة نت أن من يدقق في نتائج الانتخابات على مستوى لبنان “يجد أن الزعماء اللبنانيين نالوا نصيبهم من الاستياء، وظهر ذلك جلياً في بيروت وصيدا وطرابلس وزحلة”.
ويرى قمورية أن “التحالفات الفوقية” للأحزاب لم تكن وفق المزاج العام، مشيرا إلى أن اللبناني يريد التغيير في الطبقة السياسية، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال قانون انتخابي عادل.
ولذلك فإن حضور الأحزاب في أكثر من ألف بلدية بلبنان لم يكن وفق تطلعات هذه القوى، كما يقول للجزيرة نت الخبير في الشأن الانتخابي عبدو سعد، الذي يرى أن الأحزاب “فشلت وفكرت في مصالحها وأنها لم تحمل هموم الناس وتحاكي تطلعاتهم”.
ويقسّم سعد المعارك التي حصلت في بلديات لبنان إلى عائلية وحزبية وسياسية. وقال إن لبنان شهد أربع معارك انتخابية سياسية في بيروت وطرابلس وصيدا وعرسال، أما المعارك الحزبية فأبرزها كانت بمدينة جونية، وانحصرت العائلية في القرى الريفية.
نقد ذاتي
ولعل ما يؤيد ما ذهب إليه سعد أن الأحزاب التي شاركت في مختلف أقسام سباق البلديات لم تقدر على رفع نسب حضورها أو الاحتفاظ بحصتها مقارنة بما كانت عليه في انتخابات بلديات عام 2010.
وتحسبا لقادم قد يكون أسوأ فقد بادرت الأحزاب إلى تقديم قراءات لهذه المؤشرات وإطلاق ورش نقاش داخلي ومحاسبة المقصرين، ويعتبر المستقبل من أبرز التيارات التي تعرضت لنكبة في انتخابات البلديات بخسارته وحلفائه ثاني أكبر مدينة بلبنان من خلال فوز اللائحة المدعومة من وزير العدل المستقيل أشرف ريفي بـ16 مقعداً من 24 مقعداً.
وأحدثت هزيمة الحزب بلبلة في صفوفه، أولى نتائجها كانت استقالة عضو كتلته النيابية روبير فاضل من البرلمان كردة فعل على ما أفرزته النتائج وغياب التمثيل المسيحي، وهي خطوة بدأ المستقبل يعمل على ترميمها، كما قال مصدر في التيار للجزيرة نت.
ووفق مصدر بالحزب تحدث للجزيرة نت فإن خسارة سعد الحريري بطرابلس “ليس وصفاً دقيقاً” بل “خسر في تحالفاته”، مؤكدا أن “النتائج بينت أن جمهور الحريري اعترض على التحالفات وأعطى أصواته لمصلحة اللائحة المدعومة من ريفي باعتباره ابن بيت المستقبل”.
بدوره يقول منسق الإعلام في التيار عبد السلام موسى للجزيرة نت إن انتخابات بلديات لبنان أعطت “مصداقية للمستقبل بحرصه على الاستحقاقات الدستورية”، مؤكداً أن تياره “ليس جامداً وسيناقش التراجع أو الخلل والتقدم الذي أحرزه بمناطق لبنانية”.
وتيار المستقبل ومعه رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي وقوى سياسية أخرى ليسوا وحدهم من تعرضوا لنكبة أو تراجع حضورهم في انتخابات البلديات، بل هنالك تحالف حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر اللذان أخفقا في مواجهة بيوتات سياسية في شمال لبنان ومناطق أخرى.
فهاذان التياران لم يحققا ما كانا يطمحان إليه في بلديات مسيحية حيث حققت لوائح البيوتات فوزاً أدى إلى “نسف” مقولة تمثيل القوات والتيار الوطني 86% من الشعبية المسيحية.
ويقول الخبير الانتخابي عبدو سعد إن هذا التوصيف “كان خطأً، وتحالفهما شهد التزاما في شمال لبنان وزحلة (شرق) وإخفاقاً في جبل لبنان”. ويرى أن انتخابات البلديات “أظهرت متانة تحالف حركة أمل وحزب الله، رغم ما أصابه من هنّات في بعض بلدات الجنوب اللبناني”.
الجزيرة نت
1\6\2016 |
POST A COMMENT.