الانتخابات المحلية بلبنان.. صدمة أحزاب السلطة

ديما شريف ||

جاءت نتائج الجولة الرابعة والأخيرة من انتخابات المجالس المحلية في لبنان لتعكس تغير موازين القوى السياسية في محافظتي الشمال وعكار.

وقد أظهرت النتائج غيرُ الرسمية فوز اللائحة المدعومة من وزير العدل اللبناني المُستقيل أشرف ريفي في مدينة طرابلس، على حساب لائحة مدعومة من رئيسيْ الوزراء السابقيْن سعد الحريري ونجيب ميقاتي والجماعة الإسلامية وأطراف أخرى.

وتشكل هذه النتائج مفاجأة كبيرة للمراقبين، حيث واجه ريفي تحالفا سياسيا عريضا في مدينة تُعدّ الأهم بعد العاصمة بيروت.

لكن النتيجة لم تكن مفاجئة لريفي، حيث توقع قبل أيام حصوله على ما بين 18 و20 مقعدا من أصل 24 يشكلون المجلس المحلي لمدينة طرابلس.

وبالفعل، حصلت لائحة  “قرار طرابلس” التابعة لريفي على 18 مقعدا مقابل ستة مقاعد للائحة التوافق التي شكلها تحالف رئيسي الوزراء السابقين نجيب ميقاتي وسعد الحريري والوزيرين محمد الصفدي وفيصل كرامي والجماعة الإسلامية، وغيرهم من فعاليات المدينة.

هذا الفوز شكل صدمة كبيرة للحريري الذي خسر تياره عددا من البلديات المهمة في مناطق عدّة في عكار والضنية والمنية، وقبلها في مناطق لبنانية أخرى.

انتصار التغيير
وصرح ريفي في مؤتمر صحافي الاثنين بأن “طرابلس قالت كلمتها، وأن النتيجة انتصار للتغيير ولجميع اللبنانيين الرافضين للعهد البائد وسيطرة شركاء حزب الله والنظام السوري على مجلس بلدية طرابلس”.

في المقابل، قال الحريري في بيان إنّه “ينبغي احترام إرادة أبناء المدينة وخيارهم، ويجب تخطي الاصطفافات السياسية لتسهيل عمل المجلس المنتخب”.

أما ميقاتي فقد قال إنه ينحني أمام إرادة أبناء مدينته، مؤكدا أنّ صفحة الانتخابات طُويت.

وتشير النتيجة إلى أن ناخبي طرابلس لم يصوتوا وفقا لبرنامج الإنماء فحسب، بل كان تصويتهم سياسيا أولا وبلديا ثانيا.

فقد اختار ناخبو عاصمة الشمال ريفي الذي قرر منذ خروجه من السلك العسكري التميّز عن مواقف الحريري في مواجهة حزب الله وما يسميه “تحكمه بقرار الدولة اللبنانية”.

ويرفض ريفي المساومات التي يجريها الحريري مع حزب الله والبقاء إلى جانبه في الحكومة والتساهل تجاه إيران.

أما بلديا، فقد عاقب الناخبون التوافق السياسي الذي أتى بالمجلس البلدي المنتهية ولايته، والذي شلّته الخلافات بين ميقاتي والحريري.

 حسابات خاطئة

ويمكن القول إنّ حسابات الأحزاب الكبرى في الشمال كانت خاطئة في معظمها، فقد خسر تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية معركتين أساسيتين في بلدة القبيات في عكار، وتنورين في البترون أمام الزعامات المحلية.

وأثبتت هذه الزعامات أنّ الساحة السياسية المسيحية لا يمكن اختصارها بثنائي عون جعجع.

ولا ينفي هذا الواقع أنّ طرفي التحالف استطاعا تحقيق انتصارات في عدد من البلدات والمدن المحسوبة على نفوذهما.

ومثلت بلدة رحبة واحدة من أهم المعارك في عكار، حيث خسرت اللائحة المدعومة من نائب رئيس الوزراء الأسبق رجل الأعمال عصام فارس أمام لائحة دعمها الحزب الشيوعي.

ومن النتائج ذات الدلالة أيضا، قدرة لائحة المجتمع المدني في مدينة زغرتا على جمع حوالي 30% من الأصوات في وجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المرشح لرئاسة الجمهورية وخصمه المحلي التاريخي ميشيل معوض.

 

الجزيرة نت

30\5\2016

Facebook Comments

POST A COMMENT.