تغلّب الجمهور الجنوبي في الانتخابات البلدية والاختيارية على وهم عدم القدرة على مواجهة «الثنائي»، ويسجل هنا للحزب الشيوعي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي وقوى اليسار وبعض الرموز العائلية أنها نجحت في الذهاب بملء إرادتها نحو خيار المواجهة وعدم الرضوخ لمنطق المحاصصة الذي لم يتعب الطرفان من ممارسته أو يبحثان عن بديل أنجع له.
كان يمكن للشيوعيين في كفررمان أن يرضوا بعرض تحالف الحزب والحركة، بخمسة أعضاء ونائب للرئيس، شرط عدم الاقتراب من موقع الرئيس الذي يحدده الطرفان سلفاً، ومع ذلك آثر الشيوعيون الذهاب إلى الخيار الديموقراطي الذي مكّنهم من خرق اللائحة بثلاثة من الشيوعيين وأنصارهم وبمختارين اثنين، ومثله فعلوا في الطيبة وحصدوا عضوين بلديين ومختاراً، والنماذج في أكثر من قضاء لا تعدّ ولا تحصى.
لم تقتصر الممانعة بوجه «تعليب» اللوائح على الشيوعيين واليساريين، بل برزت في العديد من البلدات والقرى حالات مماثلة دفعت إلى تأليف لوائح مواجهة، ضد التحالف أو انقسام الطرفين في لوائح مضادة.
في جرجوع تواجه عناصر من «أمل» في ما بينهم بعدما توزعوا على لائحتين متضادتين، وتمكنت منهم اللائحة المدعومة من «حزب الله». أما في حومين الفوقا، فذهبت المواجهة إلى حد «كسر العظم» بين لائحتين مطعمتين من القوى والعائلات، وكذلك في عربصاليم، حيث أدى انعدام الثقة برئيس اللائحة الائتلافية المدعوم من «أمل» الى التشطيب واختراق اللائحة من قبل أربعة «مستقلين» مقربين من «حزب الله»!
في مدينة النبطية، دفع طرفا التحالف بقوتهما لتحفيز الناخبين على التوجه إلى صناديق الاقتراع، ومع كل «الجد» لم يتجاوز المقترعون نسبة الـ35 في المئة، وإذا ما قرأنا بالنتائج فإن أصوات الفائز الأخير في اللائحة، وهو أحد مسؤولي حركة «أمل» في المدينة عفيف معتوق خير دليل على النسبة التي توصلت إليها اللائحة (3620 صوتاً)، أما ما وصل إليه الأوائل في اللائحة مثل الطبيب أحمد كحيل (4946) وصادق محمد نجيب إسماعيل (4934) والطبيب محمد جميل جابر (4977) وغيرهم، فهو ناجم عن دعم أبناء المدينة لاعتبارات تتعلق بالثقة ومواقعهم الاجتماعية والطبية وغيرها.
وما يُتوقف عنده في النبطية، أن المستقل علاء إبراهيم محيي الدين حصد 1742 صوتاً ثم يوسف رشيد حاجعلي ومحمد أسعد سلوم وجواد محمد شاهين وسلام عادل صباح، الذين حصدوا بين 1330 صوتاً و1115. ما حصل عليه المستقلون في النبطية لا يستهان به، ويشير إلى أن المستقلين الذي لا حول لهم ولا قوة، ولا سلطة، ولا مال، ولا ماكينات انتخابية، وصلوا إلى نتيجة تعتبر جيدة، وهذا يدل على أنهم لو سعوا إلى لائحة كاملة مثلاً، لزادت أرقامهم ولكان الخرق أكثر من ممكن بوجه لائحة لم تنل مكتملة ثقة 20 بالمئة من أصوات الناخبين في المدينة (21851 ناخباً)..
إشارة أخيرة إلى أن معظم مرشحي «أمل» في لوائح «التحالف» أتوا إلى المجالس البلدية بالأعداد الأخيرة من الأصوات، وفازوا بدعم من «حزب الله» لا المستقلين، وتشير الأرقام إلى أن البلدات التي واجهت فيها لوائح «أمل» لوائحَ «حزب الله»، كانت النتيجة خسارة الأولى وفوز الأخيرة مع العائلات والمستقلين!
أما في القصيبة، فقد انقسم طرفا التحالف بين لائحتين، واحدة مدعومة من «حزب الله» وأخرى من «أمل» وأدى التشطيب واللعب من تحت الطاولة والتفاوض على المختارين، إلى إسقاط اللائحة الأولى، إنما بخرق اثنين، وأكدت مصادر اللائحة «أن حليفنا حزب الله هو الذي شطبنا».
وفي الجنوب، تقدمت أخبار خرق اللوائح على أخبار الفوز، إذ سجلت خروق للوائح في صريفا (7 يساريين)، عين بعال (7) عدلون (4 ومختار) كفررمان (3 ومختاران) والطيبة (2 ومختار) وأنصار (خرق واحد) ودير سريان وصفد البطيخ وعربصاليم وتفاحتا، فيما حقق الشيوعيون مكاسب بلدية في كفرشوبا وإبل السقي والهبارية وراشيا الفخار وغيرها.
كامل جابر
جريدة السفير اللبنانية
24\5\2016
POST A COMMENT.