عفيف دياب ||
انتهت المرحلة الثانية من انتخابات بلديات جبل لبنان بنتيجة عكست اهتزاز تفاهمات بعض الأحزاب والقوى السياسية حيث أصيبت تحالفاتها بنكسة لتفسح المجال أمام تيارات مدنية.
وقد اهتزت تفاهمات حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وتحالفات أحزاب وقوى أخرى.
وكانت أبرز المعارك الانتخابية في مدينة جونية (18 مقعداً) حيث تنافست لائحة مدعومة من التيار الوطني الحر مع أخرى تلقت دعما من حزب القوات اللبنانية وقائده سمير جعجع.
وأظهرت النتائج فوز لائحة التيار بـ14 مقعدا، فيما حصلت لائحة القوات على أربعة.
وأعطى مسار التنافس بين الطرفين في جونية بعدا سياسيا لها حيث يعد قضاء كسروان معقل عون الشعبي والسياسي.
وقد عبر القيادي في التيار الوطني نقولا صحناوي عن أهمية معركة جونية بقوله إن ثمة من “يعمل لكسر قيمة عون وتياره سياسيا في جونية”.
تحد سياسي
ولكن، هل وجد عون فعلا في معركة بلدية جونية تحديا سياسيا له ولمشروعه بالوصول إلى رئاسة الجمهورية؟
يقول المحلل السياسي ميشال أبو نجم إن “البعض سعى فعلاً لاستهداف التيار الوطني الحر وزعيمه ميشال عون في انتخابات جونية”.
ويضيف أن البعض حاول التصويب تجاه عون من خلال الضخ الإعلامي والمالي للقول إنه أصبح ضعيفاً”.
ويرفض أبو نجم اعتبار تفاهم القوات اللبنانية والتيار قد اهتز نتيجة معركة بلدية جونية، موضحاً أن الحزبين “اتفقا على تنظيم الخلاف والاتفاق بينهما في الانتخابات البلدية في كل لبنان.
وانتخابات بلدية جونية لم تكن المعركة الوحيدة في جبل لبنان، بل شهدت مدينة الشويفات (18 مقعداً) معركة تنافسية انتهت بفوز اللائحة المدعومة من تيار النائب طلال أرسلان بـ15 مقعداً ولائحة المجتمع المدني المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي بـثلاثة مقاعد.
أما في مدينة برجا (18 مقعداً) كبرى بلدات إقليم الخروب في جبل لبنان، فقد كان التنافس على أشده بين ثلاث لوائح بعد فشل التفاهم بين تيار المستقبل والجماعة الإسلامية والحزب التقدمي الاشتراكي على لائحة واحدة.
انكفاء المستقبل
وأدى هذا الفشل لانكفاء المستقبل عن خوض التنافس تاركاً الساحة للوائح الجماعة الإسلامية والحزب التقدمي والحزب الشيوعي.
وقد فازت الجماعة بـ15 مقعدا والاشتراكي بثلاثة مقاعد. ويقول أمين السر العام في الحزب التقدمي ظافر ناصر للجزيرة نت إن تفاهما كان قد عُقد بين حزبه والجماعة والمستقبل “وللأسف الجماعة أبلغتنا انسحابها منه لاحقا”.
وأضاف ناصر أن “قواعد حزبنا في المدينة قررت لاحقا خوض التنافس خلافا للقرار المركزي “، مؤكدا أن ما جرى في برجا “لم ولن يؤثر على العلاقة الوطيدة مع الجماعة الإسلامية وتيار المستقبل”.
ويرى الباحث مكرم رباح في انتخابات المرحلة الثانية من البلديات “فشلا للأحزاب ناجما عن أزمات بنيوية تعاني منها، وفشلها ثانيا في إدارة البلاد وبعض الملفات الأساسية، وهذا ما تنبه له وليد جنبلاط فأفسح المجال أمام تقدم مرشحي المجتمع المدني”.
أما في بلدات ضاحية جنوب بيروت فلم تسجل معارك انتخابية تذكر حيث فاز تحالف حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر بجميع المجالس بعد معارك تنافسية شكلية مع لوائح غير مكتملة ومرشحين منفردين. |
POST A COMMENT.