وحددت وزارة الداخلية والبلديات مواعيد هذه الانتخابات التي ستمتد لأربعة أسابيع، ووفق إحصاءات الوزارة فإن عدد اللبنانيين الذين استخرجوا بطاقات الهوية ويحق لهم الاقتراع تجاوز 3.3 ملايين.
وستجري الانتخابات المحلية وفق موعدها الدستوري، وفي ظل شغور منصب رئاسة الجمهورية، وهي تكتسب أهمية سياسية لكونها ستجري قبل نهاية ولاية مجلس النواب منتصف العام المقبل، مما يعطي القوى السياسية اللبنانية فرصة لمعرفة شعبيتها، لرسم مسار توجهاتها وتحالفاتها في المرحلة المقبلة.
يرى مراقبون أن الانتخابات ستشكل حرجا للقوى السياسية التي مددت ولاية البرلمان (الجزيرة) |
حرج للأحزاب
ووفق المحلل السياسي سمير منصور ستؤكد هذه الانتخابات على أن “تعطيل المؤسسات في البلاد ليس مقبولا”، كما أنها ستشكل حرجا للقوى السياسية التي كانت مددت ولاية البرلمان (ولاية كاملة لأربع سنوات) بحجة الوضع الأمني.
وتساءل في حديثه للجزيرة نت “كيف يمكن إقناع المواطنين بأن الوضع الأمني يسمح بإجراء انتخابات بلدية واختيارية، ولا يسمح بانتخابات نيابية رغم التشابه بين العمليتين؟”.
وفي إجابته عن سؤال حول إمكان سعي بعض الأطراف السياسية لتأجيل هذه الانتخابات، قال منصور إن بعض الأطراف كانت تفضل ألا تجرى الانتخابات، موضحا أن لحزب الله انشغالاته الإقليمية، وهو يفضل عدم الانغماس في تفاصيل انتخابية تؤثر على مهامه في المنطقة.
أما رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون فهو منهمك بمصير معركته لرئاسة الجمهورية، كما أن لتيار المستقبل أزماته المالية والتنظيمية.
س محدود
ومع التشكيك بإجرائها، يؤكد رئيس البرلمان نبيه بري أنها “حاصلة، حاصلة”. وقد اتجه التنافس والخلافات بين القوى السياسية والعائلات في مختلف المدن والبلدات الكبرى، نحو معارك انتخابية محدودة.
ويقول الخبير في الشأن الانتخابي وليد مرسل إن الانتخابات ستشهد تنافسا سياسيا منظما بين مختلف القوى، خصوصا في المدن والبلدات الرئيسية، حيث ستعمل القوى الحزبية الكبرى الممثلة في السلطة وخارجها لإثبات وجودها.
ويرى في حديث للجزيرة نت أن هذه الانتخابات ستشكل الامتحان الأول في أكثر من منطقة للتحالف المستجد بين حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع والتيار الوطني الحر.
أما تيار المستقبل بقيادة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري– يضيف مرسل- فإنه قلق نسبيا من نمو قوى سياسية متفرقة داخل حاضنته الاجتماعية، وهو ما سيتطلب منه جهدا محدودا للاحتفاظ بحصته في العاصمة بيروت، وجهدا مضاعفا في طرابلس شمالا وصيدا جنوبا حيث سيواجه التيار خصوما تقليديين.
وعن تحالف حركة أمل وحزب الله قال مرسل إنهما اتفقا مسبقا على شكل ومضمون المجالس البلدية في المدن الكبرى، كالنبطية وبنت جبيل وصور جنوبا، على أن يعملا معا لتظهير شكل تحالفهما في مدينتي بعلبك والهرمل شرقي البلاد.
عفيف دياب \ الجزيرة نت
26\4\2016
POST A COMMENT.