مطالب بنقل أحمد الاسير الى سجن مدني

“الشيخ أحمد الأسير يتعرض لإعدام بطيء، وظروف توقيفه لا يمكن تفسيرها إلا على أنها قرار سياسي كيدي”.. هكذا حذرت هيئة علماء المسلمين في لبنان من أن حياة الشيخ الأسير الموقوف في سجن تابع للجيش اللبناني “في خطر”، ودعت لنقله إلى سجن آخر، وقالت إن عدم نقله سيؤدي إلى “نتائج لا تحمد عقباها”. 

تنبيه وتحذير هيئة العلماء جاءا بعد زيارة قامت بها إلى سجن الريحانية التابع للجيش اللبناني بهدف الاطلاع على حالة الأسير بعد الحديث عن تدهور صحته. 

وبعد زيارة دامت نصف ساعة التقت خلالها الشيخ، قالت الهيئة إن الأسير “يقبع في زنزانة تحت الأرض ولا يُسمح له بالتعرض لأشعة الشمس إلا لمدة 10 دقائق في الأسبوع”، كما أنه “مصاب بمرض السكري والروماتيزم ويعاني من هبوط حاد في السكر”. 

سجن مدني
وقال رئيس الهيئة الشيخ حسن قاطرجي للجزيرة نت إنها وضعت خطة تحرك “لإنقاذ الشيخ الأسير”، واعتبر أنه “يتعرض لتعذيب نفسي ومعاملة مهينة لكرامته”.

وأكد قاطرجي أن مطلب الهيئة الوحيد هو “إنقاذ حياة الشيخ أحمد”، ونقله إلى سجن مدني يتمتع بالحد الأدنى من مقومات الحياة، ويسمح باستمرار المحاكمة وصولاً إلى جلاء الحقيقة التي تعني ذوي الضحايا المدنيين والعسكريين أولاً والرأي العام اللبناني ثانياً. 

ويقول إن الشيخ أحمد الأسير في مرحلة الاتهام قضائياً، و”نحن لم ولن نتدخل في هذا المسار، فهذا شأن قضائي لا علاقة لنا به”.

وسجن الريحانية الواقع جنوب شرقي العاصمة بيروت تابع للشرطة العسكرية في الجيش اللبناني، هو وفي الأساس مخصص لسجن العسكريين المخالفين لأيام معدودة، ويرى قانونيون وحقوقيون أنه غير مجهز ليكون سجناً للمدنيين المتهمين في قضايا أمنية.

وحول السجن يقول نديم خوري نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش إن المنظمة تابعت موضوع سجن الريحانية عبر اطلاعها على ثلاث حالات لموقوفين “زعموا أنهم تعرضوا للتعذيب وسوء معاملة داخله”.

ويضيف خوري في حديث للجزيرة نت أن المنظمة تتابع ملف السجن، و”لكن لم نستطع حتى الآن تجميع أدلة مادية توثق حالات تعذيب”.

شكوك واتهامات
ويرى الكاتب والباحث السياسي ميشال أبو نجم أن مطالب هيئة علماء المسلمين بنقل الشيخ أحمد الأسير إلى سجن آخر، محاولة جديدة من هيئات إسلامية “لتخفيف الضغط عن قوى أو أشخاص ارتكبوا أعمالاً إرهابية ضد الجيش اللبناني أو استهدفوا السلم الأهلي”.

ويضيف أبو نجم أن هناك قوى وهيئات “تحاول دائماً الاستفادة من محطات سياسية محلية واستغلالها لتخفيف الضغط عن مجرمين أو جرائم خطرة”، مؤكدا أن الأسير الآن قيد المحاكمة، وبالتالي من غير المسموح الضغط معنوياً “لحرف المسار القضائي”. 

وحول مطلب نقل الأسير من سجن الريحانية إلى سجن رومية، يقول أبو نجم إن “أسئلة عدة تطرح اليوم حول الوضع الأمني في سجن رومية، حيث شهد حالات فرار متنوعة وإشكالات داخله”، ومن ثم فإن “طلب نقل الشيخ الأسير إليه يحمل علامات استفهام”، داعياً إلى إبقائه في سجن الريحانية “لما فيه من ضمانات أمنية، مع تحسين شروط سجنه”.

عفيف دياب / الجزيرة نت 

31/3/2016

Facebook Comments

POST A COMMENT.