حاز الجائزة الثانية للكاريكاتور في مصر.. أنس اللقيس: أصبح عملي أكثر اختزالاً
جوزيت أبي تامر || حاز الرسّام أنس اللقيس، مطلع الشهر الحالي، الجائزة الثانية في الملتقى الدولي الثالث للكاريكاتور في مصر. تنافس اللقيس مع حوالى 120 رسّاما من دول عربيّة قدّموا 500 عمل فنّي ضمن مسابقة البهجوري للبورتريه الكاريكاتوري تنوّعت بين الرسم بالرصاص والألوان المائية والحبر والزيت. كان موضوع المسابقة تقديم بورتريه للرسام جورج البهجوري إضافة لبورتريه عام. فاز بالجائزة الأولى رسّام الكاريكاتور العراقي علي المندلاوي. وتشكّلت لجنة التحكيم من الفنانين: جورج بهجوري، رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتور جمعة فرحات، ورسام الكاريكاتور سامي أمين.
تحدّث الرسّام أنس اللقيس عن مشاركته في فعاليات المهرجان لـ «السفير» قائلاً إن تجربته كانت غنيّة ولم تقتصر على المسابقة وشملت معرضًا شارك فيه فنّانون من مختلف دول العالم، إضافة إلى ندوات أقامها فنّانون أجانب عرّفوا عن فنّ الكاريكاتور في بلادهم.
يستعيد اللقيس مسيرته الفنيّة التي بدأت في صحيفة «السفير» حيث نشر أول رسم كاريكاتوريّ له العام 1998 في عامه السابع عشر قبل دخوله إلى كليّة الفنون في الجامعة اللبنانيّة لدراسة الفنّ التشكيلي. بعدها انتقل إلى صحيفة «المستقبل» ورسم في صفحتي التحقيقات والشباب بين العام 2005 والعام 2010، كما رسم في ملحق «نهار الشباب» بين العامين 2006 و2009، بعدها انتقل للرسم في «مجلّة دبي الثقافيّة» لثلاث سنوات، كما ينشر بين الحين والآخر رسومات في صحيفة «الدبّور».
بالإضافة إلى أعماله الفنيّة، يدرّس اللقيس مادّة الرسم في «الجامعة اللبنانيّة الدوليّة» وهو في طور إنجاز رسالة دكتوراه عن التغيّرات التي طرأت على فن الكاريكاتور العربي. «أعمل على نماذج قديمة ومعاصرة كما أحلّل تغيّر الأولويات للرسّام من حيث المواضيع، فعلى سبيل المثال كانت القضية الفلسطينية محور الرسومات في العام 2000 واليوم أصبح النزوح والارهاب من أكثر المواضيع تداولاً حول العالم، كما أرصد تعاطي الرسّامين الأجانب مع قضايا العالم وقضايانا».
يرى اللقيس أن هناك تبدّلات طاولت أسلوبه في الرسم خلال السنوات الماضية، إذ يجد أنه بدّل في أسلوبه «تقنيًا وفنيًا ليصبح العمل أكثر اختزالاً من ناحية الخطوط ومن ناحية العنوان والتعليق المرافق للرسم». ويشير إلى تأثّره بالرسامين الغربيين في تكريس اتّجاه الاختزال مصنّفًا الرسومات بدون تعليقات كـ «أهمّ أنواع الكاريكاتور»، ويضيف: «حاولت أن أعتمد هذا الأسلوب للانتشار العالمي وشاركت في معارض ومسابقات خارج لبنان ونلت شهادات تقدير من مسابقات في روسيا والصين العام 2011». ليتابع بالقول: «بدأت أطوّر أسلوبي وأفكاري عبر المتابعة والقراءة لأنتج أعمالاً أنضج وبعيدة عن السطحية، كما عمدت إلى الاستفادة من الفنّ التشكيلي في الكاريكاتور محاولاً أن أقرّب الرسوم من أسلوب اللوحات كي لا تقتصر على الأبيض والأسود، أو تخصّص فقط للصحيفة، بل أن تكون لوحة متكاملة بالألوان»، مشيرًا إلى أنه يعمل على التفاصيل معتمدًا على التقنيات الخاصة بالألوان الزيتية وأدوات الفنّ التشكيلي.
مرّت مسيرة اللقيس الفنيّة بتنقلات بين مؤسسات مختلفة، لكنّه يؤكّد أن الاختلاف السياسيّ بين المؤسسات لم يشكّل عائقًا بالنسبة إليه، ويوضح: «لم أكن رسامًا يوميًا، وارتكز عملي في الصفحات الاجتماعية والشبابيّة وحتّى المواضيع السياسيّة التي كنت أتناولها شملت مواضيع عامّة فقط، لكنني أطمح اليوم لأعمل كرسّام يوميّ في إحدى الصحف».
يتطرّق اللقيس في حديثه إلى مستقبل الرسم الكاريكاتوري والتغيّرات التي طاولته في ظلّ التطوّرات التكنولوجيّة قائلاً: «حمل التطوّر التقنيّ آثارًا إيجابيّة وسلبيّة في آنٍ معًا فأعطى منبرًا عبر المنصات الرقميّة ولم يعد الرسّام بحاجة إلى صحيفة تحتضنه، فبات ينال انتشارًا أوسع بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكنّه أتاح من جهة أخرى منبرًا لأشخاص غير موهوبين ليقدّموا أنفسهم على أنهم رسّامون».
يستبعد اللقيس أن تؤدّي الرسوم الكاريكاتوريّة إلى تغيرات في المجتمع قائلاً: «ما زلنا في مرحلة نقاش تقبّل الجمهور للكاريكاتور، وإلى حدّ الآن، لم يحظَ هذا النوع من الرسم على الاهتمام الكافي ليؤثّر في الرأي العام، بالإضافة إلى قلّة عدد الرسّامين وأزمات الصحافة الورقيّة التي دفعتها لاعتبار الكاريكاتور من الكماليّات، والدليل أن هناك خمس صحف في لبنان لا تقدّم الكاريكاتور لقرّائها».
\ جريدة السفير اللبنانية
30\3\2016
Facebook Comments
POST A COMMENT.