كنت أسأل جدتي وهي تُمارس صلاتها المسائيّة
أين كان ربّنا قبل أن يخلقنا ؟
فتتعثّر جدتي في الإجابة وتدعوني لمشاركتها الصلاة فتحلّ بذلك اللغز ثم أضع نفسي على ركبتيها وأنام وأحلم بقوّة تشتعل فيّ وتدفعني إلى شهوة الخلاص هي الهُيام بالموسيقى وتحررت حينها من اليقين وذهبت في الشكّ الى آخره .
لقد أحببت في طفولتي ابن الانسان ذلك المسيح ” الحَبّوب ” وكل حركات طفولتي تموجات في بحره وحتى إلحادي به هو جزء من شمول المسيح لي بحنوّه اللانهائي ، يتركني حرّاً في الكفر حتى أكون حرّاً في الإيمان .
كان الزمان والمكان معداً للإحتفال بليلة الميلاد ، صغار ورياحين وهدايا تعلو سطوح الطفولة ، ثمّ بعد حين يأتي ميعاد موته وأحزن واختزن حزن العالم واعود واسأل جدتي :
هل الموتى لا يكبرون وهم لا يشعرون بموتهم أبداً ولا بحياتنا ؟
فتحار جدتي من أسئلتي وتأخذني مشياً على الأقدام حتى مغيب الغروب المدمّى على أصابع أرجلنا الى الكنيسة البعيدة واستمع الى التراتيل وكل نبض في إيقاعها يفرحني وصدى الأشياء تنطق بالصوت وبي فأغرق بالطرب وأنسى هول الكينونة في وهج المساء حيث يكتمل القمر على خلوة نشيد الأناشيد واحسّ بأننا نُفينا الى هذا الكوكب مع مسيح طفولتنا برفقة التراتيل والماء والهواء والتراب والنار وهنا ربما كان أفضل مكان للوحدة “
مرسيل خليفة
Facebook Comments
POST A COMMENT.