بيروت هي أكثر عاصمة عربية ظلمها أبناء وطنها. بالشكل العام، اليمين اللبناني تعامل معها ككباريه يدر له الأموال، واليسار لم ير فيها مهمشين ولا فقراء، فتجاوز أحياءها البسيطة ليدلل على عمارتها العالية في الواجهة البحرية ويسألنا عن الإنماء المتوازن، مع العلم أن في بيروت مناطق وأحياء أكثر تهميشاً من بعض قرى الريف بكثير. على صعيد المسرح، مرت بيروت ضمن كليشيه سخيف جداً، إما كتحية لها أو بنمط مضحك «بيروت ما بتموت» و»بيروت ست العواصم»… هذه المقولات توحي كأن بيروت شاحنة «بيك أب» ملونة يعلقون عليها شعارات لا تُجدي. والأنكى أن كل من ادعى مسرحياً كتابة بيروت، مرّ عليها من طريق الواجهة البحرية والفنادق كالسان جورج وفينيسيا وغيرهما. هذه نصوص سائح لا يعرف بيروت.
لبيروت هوية وأهل وناس، ولا أعتبرها مريضة أبداً. أعتبر أن هناك تحاملاً دائماً عليها، يقابله حب مصطنع لا يلمس روح بيروت. بيروت قبل كل شيء هي الناس، من حي كرم الزيتون الشعبي في الأشرفية حتى أصغر بيت في أطراف منطقة طريق الجديدة. من لا يعرف هؤلاء الناس لن يعرف بيروت، حتى لو اعتبرها التفاحة أو اعتبرها حواء.
(زياد عيتاني)
*مسرحي وممثل لبناني
Facebook Comments
POST A COMMENT.