قال قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي إن الجيش اليوم هو أقوي من أي وقت مضى. مؤكداً أن الأمن على الحدود وفي الداخل اللبناني تحت السيطرة. نافياً صحّة ما سماها الشائعات حول إحتمال إهتزاز الإستقرار في لبنان. وقال إن قرار الجيش هو منع تدحرج كرة النار الاقليمية الى لبنان. وأعلن قهوجي أن جيشه سيضرب بيد من حديد أي محاولة تهدف إلى إحياء ما وصفها مشاريع الفوضى والتفرقة والتقسيم او الاطاحة بصيغة العيش المشترك والوحدة الوطنية.
كلام قائد الجيش جاء خلال رعايته توقيع اتفاقية تعاون بين الجيش والجامعة اللبنانية في مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش – الريحانية، وافتتاح برنامج شهادة دبلوم دراسات عليا ” ماستر” في المركز المذكور لمصلحة ضباط الجيش وبدء العام الدراسي للسنة الحالية، وتدشين قاعة التعليم والمحاضرات في المركز. وقال قهوجي :”لقد آلينا على أنفسنا في المؤسسة العسكرية، ألّا ندّخر جهداً أو وسيلة، في سبيل تمتين أواصر التعاون العلمي والأكاديمي والثقافي مع الجامعات الوطنية والمؤسسات العلمية والثقافية، وذلك انطلاقاً من الاعتبارات الآتية:
أولاً: إن أداء المؤسسة العسكرية يقوم بشكل رئيس على منظومة القيم والتضحية والكفاءة. والمعرفة بدورها، تشكّل الركن الأساس في بنيان الكفاءة العسكرية، خصوصاً لدى فئات الضباط.
ثانياً: إزاء ثورة الاتصالات والمواصلات والتكنولوجيا، التي تجتاح عالمنا المعاصر، لم يعد الانتظار على رصيف التطوّر ممكناً، أو الاكتفاء بنصف المعرفة مقبولاً، إذ بات لزاماً على العسكريين الإطلاع على كلّ جديد في مجال العلوم العسكرية، كما العلوم المدنية التي تحيط بعملهم بشكل أو بآخر.
من هنا، عملنا خلال السنوات الفائتة على تطوير مناهج التعليم في الكلية الحربية وكلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، وسائر معاهد التعليم في الجيش، ورفدها بأحدث الوسائل والتكنولوجيا، كما وقّعنا العديد من بروتوكولات التعاون مع الجامعات الوطنية ومعهد باسل فليحان المالي، والعديد من المؤسسات المحلية والأجنبية والبعثات الدبلوماسية، بهدف تطوير قدرات الضباط المعرفية، في مجالات اكتساب المزيد من اللغات الأجنبية، والعلوم والمهارات الإدارية والتقنية، كما انتدبنا العديد من الضباط والعسكريين الى الخارج لمتابعة دورات في هذه المجالات.
ثالثاً: إن المؤسسة وانطلاقاً من نهجها الوطني الجامع، والتزامها العمل المؤسساتي السليم، تؤمن بأهمية وجود مؤسسات حكومية قويّة، وبأهمية ديمومة عملها وتكامل أدوارها في خدمة المصلحة العامة، لا سيّما في ظلّ التحديات السياسية القائمة، والأخطار الاستراتيجية التي تهدّد الأمن القومي الوطني، وفي طليعتها العدوّ الإسرائيلي والإرهاب والأزمات الإقليمية المشتعلة في جوارنا العربي.
رابعاً: ان الإستفادة من المعارف والخبرات المتنوعة في مجال العلوم المدنية ودمجها بالعلوم العسكرية، من شأنها تسهيل إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وتطويرها على أسس علمية وموضوعية، بما يلبي إحتياجات المؤسسة على الصعد العملانية والإدارية واللوجستية.
أيها الأخوة في الجامعة اللبنانية
بين جامعتكم والمؤسسة العسكرية، يرتسم الأمل بمستقبل الوطن، فكما تضمّ الجامعة اللبنانية نحو 70 ألف طالب من مختلف مناطق الوطن وأطيافه وطبقاته الاجتماعية، موفّرة بذلك حقّ التعليم المجاني للجميع، وفرصةً للتلاقي بين شباب الوطن من أقصاه إلى أقصاه، كذلك يضمّ الجيش في صفوفه ما يقارب هذا العدد، موزعين على امتداد خارطة البلاد، ومشكلين نموذجاً للوحدة الوطنية، جسماً وروحاً.
وكما تسهر الجامعة اللبنانية على تزويد الشباب اللبناني الطاقات المعرفية المختلفة، والتربية على السلوك الوطني والاجتماعي الصحيح، كذلك يمسك الجيش بأيدي هؤلاء الشباب، فيصقل معارفهم، ويقوّي سواعدهم، ويرسّخ في نفوسهم معاني الولاء والانتماء الوطني، ليتسلموا شعلة الشرف والتضحية والوفاء، ويكونوا حماةً مخلصين للبنان.
اغتنم فرصة هذا اللقاء، لأطمئن اللبنانيين إلى أنّ الجيش هو قوي اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأن الأمن على الحدود وفي الداخل تحت السيطرة، ولا صحّة على الإطلاق للشائعات المغرضة التي تطفو على السطح بين الحين والآخر، حول احتمال اهتزاز الاستقرار في لبنان أو حصول فتنة طائفية ومذهبية تذهب بالوطن الى المجهول، فقرارنا حازم في منع تدحرج كرة النار الإقليمية إلى لبنان، وسنضرب بيد من حديد أي محاولة تهدف إلى إحياء مشاريع الفوضى والتفرقة والتقسيم، أو الإطاحة بصيغة العيش المشترك والوحدة الوطنية.
وسيبقى الجيش في أعلى جهوزيته على كلِّ جبهات المسؤوليات والواجب: من مكافحة الإرهاب على الحدود، إلى الدفاع في وجه إسرائيل ومخططاتها، إلى بسط الأمن والإستقرار في الداخل”.
(مديرية التوجيه في الجيش اللبناني)
7/3/2016
POST A COMMENT.