جدار ||
زار رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري مدينة زحلة تلبية لدعوة رئيسة الكتلة الشعبية مكيرام سكاف. زيارة كان واضحاً فيها إعتذار الحريري من الكتلة الشعبية حيث قال في كلمته :”سامح الله من جعلنا نختلف”. الزيارة وما نجم عنها من غعتذار فتح باب التحالف بين تيار المستقبل وتيار الكتلة الشعبية في الانتخابات البلدية المقبلة وصولا الى الانتخابات النيابية في وقت لاحق. زيارة الحريري الى زحلة تخللها ايضا لقاء عقده مع نائب حزب الكتائب ايلي ماروني ورئيس كتلة نواب زحلة طوني ابو خاطر، قبل ان يختتمها بتلبية دعوة ميريام سكاف التي حققت خرقا سياسياً كبيراً في اولى خطواتها السياسية بعد رحيل زعيم الكتلة الشعبية الياس سكاف.
الزيارة:
فقد لبّى سعد الحريري دعوة رئيسة الكتلة الشعبية في مدينة زحلة ميريام سكاف الى مأدبة غداء أقامتها على شرفه في فندق “القادري الكبير” بالمدينة، حضرها حشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية الاقتصادية
و ألقت سكاف كلمة رحبت فيها اهلا بالحريري في “قلب زحلة واهلها بمفعول رجعي بعودتك الى لبنان الى بلدك الذي اصبح اليوم اكثر من اي وقت مضى بحاجة الى حضورك ودورك الوطني مثل ما هو بحاجة الى كل زعيم وقيادي سياسي ان يقدم جهد مضاعف لوطن يستاهل منا كل التضحيات”.
واضافت: ” زحلة التي زرعتها بالقلب قلبها اليوم ينوجع لان ايلي سكاف كان يحب ان يتقدم صفوف الناس الذين يستقبلونك ويقومون بواجبهم تجاهك. كان بوده ان يهديك وردا لا يشبه ايام وجعه الصعبة، لكن ما أعرفه عن ايلي ان روحه بمدينته وان هذه الروح طالما هي مسكونة في زحلة ستقول لك “يا مية اهلا”، هو حاضر معنا بكل تفصيل، عيونه علينا تعطينا قوة لنسير على طريقه بخطى ثابتة لا تهزها اية مخاوف مهما كان مصدرها”. وتابعت :”نستقبلك اليوم وما زلنا بالاسود، ما زال الحزن سيد موقفنا الانساني، لكن تأكد أنه بالموقف السياسي والوطني لن ندع الحزن يكسرنا ولا يتغلب على قراراتنا، عندما يجب ان نفرح سنفرح وعندما يجب أن نضيء اضأنا، عندما يجب ان نعلن مواقف سنتخذها عن سابق قرار وتصميم”.
وقالت ميريام سكاف: “كم نتمنى ان اول خبر مفرح نعلنه للمواطنين يكون غدا عبر نتائج الانتخابات البلدية، لان هذه المدينة بحاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى ان نهتم بها خدماتيا ونمد جسور انمائية من بعد ما تقاعس البعض عن ادائهم عن اداء دورهم سواء كان دورا نيابيا او دورا بلديا. وللاسف العمل البلدي بدأ يتراجع منذ ان بدأ الفساد يدق ابوابه، اي ان الانهيار كان بالقرار اللاحق وليس بالخيار السابق، ويجب ان نعوض عن الخطأ بفضيلة انتخابية تغيرية بالبلديات و الانتخابات النيابية ، ولكن بالطبع نشير إلى أن جزء من البلدية حاول ان يعمل ولا بد من توجيه تحية لجهودهم”.
ورأت انه “من العار ان لا يكون امامنا الا خيار التمديد الثالث لمجلس النواب وهنا دوركم دولة الرئيس ان تضعوا كل جهدكم في سبيل تحقيق هذا الهدف. ولا ينقصنا اي شيء لنؤكد للداخل وللخارج اننا قادرون وراشدين سياسيا ولسنا بحاجة الى وصاية”.
وقالت:”دولة الرئيس انت تعرف ان زحلة نسوها عن الخريطة السياسية وهل اطلعك سعادة النواب اننا صرنا مغيبين عن القرارات الوطنية؟ وأن الطاولات عقدت من دوننا وزاريا وحواريا مع ان مدينتنا تتمتع بحصة وازنة نيابيا، ومن هنا من زحلة يتم صناعة القرار كما صنعنا الكلمة وصرنا بيت القصيد وكما خرجنا اجيال ونخب وفنانين وادباء جلسوا على ضفاف نهرها ينظموا الحرف على الحرف وكانت مصدر الهام من الجبل الى الوادي. بحضورك اليوم دولة الرئيس نقول ان اهل زحلة سبق وتبنوا شعار ايلي سكاف الذي وعدهم بسياج عالي للمدينة لا يقفز عنه احد”.
وشددت على ان “هذا السياج منع استغلال النفوذ لاضعاف النفوس وابعد ارواحا كانت تنتحل صفات من اجل ان تصنع لها ادوار وشل ايادي كانت تحاول أن توجه صفعة للحضارة ومن يومها زحلة يحسب لها الف حساب على الصعيد الشعبي، لكن كل هذا العنفوان لم يكن نفسه على مستوى التمثيل السياسي والذي ارتضى ان يكون خلف الكواليس”.
اضافت سكاف: “دولة الرئيس، وما دامك عندنا ومتعود على الشكاوى وحمل المطالب، اول مطلب لنا هو الضغط لاجراء الانتخابات البلدية لانه من خلال هذا الجهد على صعيد المجالس المحلية نجعل الناس تتنفس لربما مع تغيير الدم البلدي تعود الحياة النابضة لمواطنين موجوعين ويسعوا الى مزيد من الانماء فزحلة صدرت النور وتمكنت من ان تكون المدينة الوحيدة المضاءة ليل ونهار، تعالج نفاياتها بارضها وصارت نموذجا للاتكال على القدرات الذاتية ولكن ما يعطل النمو والتقدم هو حاجز اللامركزية الادارية الذي نتمنى تخطيه بقوانين عصرية. اما بقية المطالب فدولتك تعرفها، لكن نؤكد بدورنا ان الكتلة الشعبية هي مع اي خيار توافقي يهتدي به الوطن على رئيسه ويعرف طريق بعبدا الذي من المعيب ان تبقى تتبع زواريب اقليمية لم تعد تسأل عنا، طريق بعبدا اقرب من اي عاصمة خارجية ويمكن ان نصل اليها ببعض التنازلات”.
واردفت: “نبارك اي تحالفات هدفها مصلحة هذا البلد وليس تسجيل نقاط سياسية ومزايدات على بعضنا البعض ونحن نؤمن بالتنافس ولكن الديمقراطية لها قواعد، وليس تحت سقف الديمقراطية نشل البلد ونلعب بابنائه ونحتفل بمرور الف يوم على التمديد ونبقى لـ 36 جلسة انتخابية بلا رئيس و8 اشهر تطمرنا النفايات وتتحكم بهذه الازمة نفايات سياسية لا يجرؤ احد على تسميتها باسمها. نحن نرى وطننا بعيون وطنية صافية لا يوجد بها اي هدف سوى الاستقرار السياسي وطبعا تمتين السلم الاهلي الذي صار باولوية القضايا. دولة الرئيس، بقدر ما نرحب بك اليوم بمدينتنا، بقدر ما نريد منك ان يبقى قلبك على الوطن مثل ما عودتنا ونحيي بك هذا الاداء المترفع عن اي حساسيات الذي قدمته من لحظة عودتك، فكنت رجل دولة وفي بنفس الوقت زعيماً سياسياً وشعبياً يتفقد ناسه ياتي لعندهم يصلي معهم ويغامر بامنه لينضم لجمهوره بصلاة الجمعة من طرابلس الى الطريق الجديدة الى سعدنايل ويثبت بادائه انه مهما غاب قصرا عن بلده قادر على العودة ولم الشمل تحت شعار “لبنان اولا” الذي يجب ان يتغلب على اي شعارات اخرى، نحييك ونشد على يدك، كلما كانت هذه اليد تداوي بلدنا وتصون وحدة ابنائه”.
وقالت: “ماذا تفيدنا الاصطفافات الخارجية غير المزيد من التشنج والتقسيم ولماذا لا نؤسس لمرحلة نصبح فيها معتمدين على الذات السياسية الحرة التي تتخذ قرارها بنفسها من دون اي وحي خارجي وبالتالي من دون التطاول على الوطن والله يرحم والدك الذي قال “ما حدا اكبر من بلدو” كأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري شرب من نبع البردوني لان شعاراتنا بايام ايلي سكاف ولليوم انه لا احد يمكن له ان يتخطى مدينته ، واذا تخطاها سيتعرض لخطر الوقوع عن حيطانها العالية”.
وشكرت الرئيس الحريري على زيارته “العزيزة جدا على قلبنا، ونقول لك ان دارة ايلي جوزيف طعمة سكاف واولاده اعلنوا من وقت رحيل زعيم الكتلة الشعبية ان بيتهم مفتوح للجميع، والاكيد ان دولتك بما تمثله من زعامة وطنية ستلمس اننا لم نكن نفتح ابواب بالشعارات فقط انما بالتعاون الجدي والعملي مع كل مخلص يريد ان ينهض بالمدينة وليس بمصلحته الخاصة”.
وختمت ميريام سكاف كلمتها بالقول: “زحلة قلبها كبير يتسع للجميع. اهلا بك دولة الرئيس، ومع ان نور زحلة 24 على 24 لكن زيارتك ستعطينا مخزونا اضافيا يعوضنا ايام كان فيها ظلام وظلم، من اليوم يمكنك ان تضع زحلة على صدرك بعدما وضعتها في قلبك لان ناسها دولة الرئيس يرفعون الرأس. واقامة مديدة في لبنان وان شاء الله بهمتك نواجه التمديد”.
سعد الحريري
من جهته قال الحريري: ” يحز في قلبي ألا يكون إيلي سكاف بيننا، فقد نكون قد اخلتفنا معه، لكن بيته كان دائما مفتوحا وكانت العلاقات متواصلة معه، ويا ليتني حين دخلت عالم السياسة في العام 2005 كنت أعرف ما أعرفه اليوم، أكيد كانت الأمور ستكون مختلفة جدا، ما كنا اختلفنا مع ايلي سكاف لا في السياسة ولا في أي مكان آخر، ولكن سامح الله من جعلنا نختلف”.
اضاف: “نحن هنا لنقول للسيدة ميريام اننا نشكرك على هذه المأدبة ونشكر زحلة، ونقول اننا واياكم واحد، اعرف ان الجميع ينتظرون اليوم الانتخابات البلدية ولكن اظن زحلة تريد انتخابات رئاسية اولاً، لان انتخابات الرئاسة لانها المفتاح لخلاص لبنان من كل الازمات التي نراها ان كانت اقتصادية او اجتماعية او معيشية، عدم وجود رئيس في بعبدا اليوم هو اكبر تخاذل سياسي بالنسبة لكل اللبنانيين، وهذا فيه مسؤولية كبيرة على كل النواب انه في الجلسة الـ 37 ننزل جميعا وننتخب رئيس جمهورية، وكما قلت في البيال كائنا من ربح اقول له مبروك فخامة الرئيس وكفى تحججاً بالحق الدستوري انه يحق لهم عدم النزول، هذا ليس حقا، ليس حقا ان نبقي البلد 18 او 19 او 20 شهرا دون رئيس جمهورية، ولا اظن ان احدا في العالم ممكن يوافق هذا الحق، تصدر بيانات تشيد انه حصل انتخابات في بلد ما ونحن غير قادرين على انتخاب رئيس جمهورية، يا للاسف. بالتاكيد نحن مع الانتخابات البلدية ونريدها، من هنا من زحلة نقول اننا مع الانتخابات البلدية”
وختم الحريري: “شكرا جميعا، شكرا سيدة ميريام على هذه المادبة، وان شاء الله ناتي دائما ونرى زحلة منورة بأهلها وحبايبها، وميزة زحلة ان الانسان يعيش فيها العيش المشترك، يتحدث الكثيرون عن العيش المشترك ربما يقرؤونها كلمة على صفحة بيضاء ويردّدونها، ولكن يوجد من يعيشها ويحبها، يوجد من هو العيش المشترك جزء من حياته، وهذا ما نراه في زحلة. “
4-3-2016
POST A COMMENT.