بعد أكثر من عقدين من ملاحقة العدو الإسرائيلي للأسير عمر النايف، أحد قادة العمل المقاومة في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، اغتيل نايف في سفارة فلسطين لدى بلغاريا، بعدما كان قد لجأ إلىها عقب مطالبة الاحتلال الاسرائيلي الحكومة البلغارية بتسليمه.
عائلة نايف قالت إنه «وجد مقتولاً في ظروف غامضة داخل مقر سفارة فلسطين في بلغاريا، الذي يحتمي فيه منذ شهرين بعد مطالبة الاحتلال بتسليمه»، مشيرةً إلى أنها تلقت الخبر صباحاً من السفارة. ورأت أنّ «ما جرى عملية اغتيال».
وأكدت العائلة أنه «لا تتوافر أي معلومات لديها عن تفاصيل ما جرى»، مشيرةً إلى أن «نايف تلقى تهديدات وكان يحتمي داخل السفارة بعد تلقي السلطات البلغارية طلباً من الإنتربول بتسليمه لسلطات الاحتلال على خلفية مشاركته في عملية قتل مستوطن» قبل نحو ثلاثين عاماً.
وقال شقيق الشهيد، أحمد نايف، إنه «تحدث طويلاً مع شقيقه مساء أول من أمس، وكانت «معنوياته عاليةً جداً»، لكنه تلقى صباحاً نبأ اغتياله من أحد أبنائه. وحمّل السفارة الفلسطينية في بلغاريا والسفير أحمد المذبوح، إضافة إلى الطاقم الأمني الخاص بالسفارة «المسؤولية عن عملية الاغتيال». كذلك رأى شقيقه أنّ «الشهيد عمر تعرض لعملية اغتيال تقف خلفها المخابرات الإسرائيلية، لكونه لم يكن على خلاف أو عداوة مع أي جهة داخل بلغاريا لتجري تصفيته، خاصةً أن عملية الاغتيال وقعت بعد مطالبة الاحتلال بلغاريا بتسليمها عمر لإعادته إلى المعتقل».
ولم يستبعد أحمد أن يكون أحد عناصر الطاقم الأمني «على علاقة مع المخابرات الإسرائيلية، وتعاون معها في عملية الاغتيال»، معتبراً أنّ ما جرى «أمر خطير جداً ويدل على أن السفارات الفلسطينية في الخارج ليست ملجأً للجالية الفلسطينية كما يجب أن تكون، ولا تقوم بالدور المطلوب منها».
في غضون ذلك، قال مصدر في وزارة الخارجية الفلسطينية، إن «الشهيد عمر عُثر عليه ملقى على الأرض في حديقة السفارة، وعلى وجهه آثار دماء، لكنه استشهد خلال نقله إلى المستشفى». من ثم استنكر رئيس السلطة، محمود عباس، الجريمة، وقرر تشكيل لجنة لكشف الملابسات.
ووفق «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» الفلسطينية، قررت النيابة البلغارية آنذاك، ردّاً على الطلب الإسرائيلي، احتجاز الأسير نايف لمدة 72 ساعة، إلى حين اتّخاذ المحكمة قرارها بتسليمه لإسرائيل التي ترى أن قضية عمر نايف فاعلة قانونياً لغاية 2020، أي لثلاثين عاماً من تاريخ محاكمته أو «هربه». وأوضحت الهيئة أن عمر «اعتقل عام 1986، في مدينة القدس، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، وبعد أربع سنوات من مكوثه في السجن أعلن إضراباً عن الطعام، وبعد أربعين يوماً من الإضراب نُقل إلى أحد المستشفيات في مدينة بيت لحم، وفي تاريخ 21/5/1990 هرب من المستشفى وتمكن من الاختفاء حتى خرج من الوطن، وعاش متشرداً في الدول العربية حتى عام 1994 حينما سافر إلى بلغاريا واستقر هناك”
26-2-2016
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشهيد عمر النايف مقاوم فلسطيني من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعتقله الاحتلال في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بتهمة قتل مستوطن إسرائيلي، غير أنه انتصر على سجاته ونجح في الهرب عام 1990، حيث انتقلا الى بلغاريا بعد مطاردة طويلة من الموساد الذي اخفق في القاء القبض عليه. عاش عمر في بلغاريا لأكثر من عقدين قبل أن يغتاله العدو الاسرائيلي في مقر السفارة الفلسطينية في صوفيا يوم 26 شباط 2016
*******
* ولد عمر النايف في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة عام 1963.
* انضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وصار من قياداتها.
*اتهمت العدو الاسرائيلي عمر النايف بقتل مستوطن في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حيث اعتقل عام 1986 ومعه شقيقه حمزة وصديقهما سامر المحروم.
*حكم على الثلاثة بالسجن المؤبد، وظل عمر النايف يعاني في الأسر من تعذيب مستمر حتى 21 /أيار 1990، حيث خاض إضرابا عن الطعام لنحو أربعين يوما نقل على أثره إلى المستشفى، حيث تمكن من الهروب من داخله والخروج من الأراضي المحتلة
**********************************
• وصل الشهيد عمر النايف إلى بلغاريا عام 1995، وعاش حياة عادية وتزوج وأنجب ثلاثة أطفال كلهم يحملون الجنسية البلغارية، غير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت تطالب باعتقاله وتسليمه إليها بدعوى وجود اتفاقيات جنائية بين الاحتلال والاتحاد الأوروبي تتضمن تسليم مطلوبين.
• وضعت النيابة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي منتصف كانون الأول 2015 طلبا لدى وزارة العدل البلغارية بتسليم النايف، ومباشرة بعد ذلك طالبت النيابة البلغارية بوضع المواطن الفلسطيني رهن الاعتقال لحين اتخاذ قرار بشأن تسليمه.
• لجأ الشهيد عمر إلى السفارة الفلسطينية ببلغاريا بعدما تلقى تهديدات بالقتل. وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السفارة من الإقدام على تسليم النايف، وقالت في بيان لها “إن عمر لجأ للسفارة الفلسطينية باعتبارها الموقع الطبيعي والوحيد الذي يمكن أن يوفر له ولكل فلسطيني وفلسطينية الحماية القانونية والسياسية”.
***************************
الشعبية تدين وتتوعّد
أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن إدانتها الشديدة لاغتيال رفيقها عمر النايف داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا، وعن تصميمها على ملاحقة كل من يقف أو تواطئ في عملية الاغتيال. وحمّلت الجبهة الموساد الإسرائيلي المسؤولية الأولى عن عملية الاغتيال، كما حمّلت السلطات البلغارية مسؤولية عدم توفير الحماية اللازمة له خاصة وأن الملاحقة والتهديدات الإسرائيلية للرفيق لم تكن خافية عليها، وكذلك السفارة الفلسطينية في صوفيا التي لم تقم باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الرفيق. ودعت الجبهة الشعبية الرئيس أبو مازن والسلطة الفلسطينية بتحمل المسؤولية في متابعة هذه القضية واتخاذ كل الإجراءات اللازمة التي تفتضيها عملية الاغتيال داخل السفارة الفلسطينية.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعبية تحمّل السلطة وخارجيتها وسفارتها مسؤولية اغتيال عمر النايف
تلقينا ببالغ الحزن والأسى وبمشاعر ممتزجة بالغضب ومزيداً من الإصرار على مقاومة هذا الاحتلال ومواجهته في كل ميادين النضال نبأ استشهاد الرفيق القائد والأسير المحرر عمر زايد النايف على يد مجموعة من الموساد الصهيوني وبمشاركة من اذناب الاحتلال الخونة والعملاء.
ان اغتيال الشهيد عمر النايف الذي تم ذبحه بالسكاكين والادوات الحادة داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا دون وجود أي علامات خلع او كسر في ابواب السفارة يقطع الشك باليقين دون أي مواربة عن دور التخاذل بل والتواطؤ من قبل طاقم هذه السفارة في عملية الاغتيال. واننا في هذا السياق اذ نحمل قيادة السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة على هذه الجريمة ممثلة بشكل مباشر برئيس السلطة محمود عباس وسفيرها في بلغاريا ووزير خارجيتها وجهاز المخابرات الفلسطيني المسؤول عن أمن السفارات، ونؤكد على ان هذه الجريمة النكراء لا يجب ان تمر دون عقاب مؤلم وموجع للإحتلال الصهيوني واذنابه، بالإضافة لوضع الأمور في نصابها دون أي خجل فالتنسيق الأمني خيانة والصمت عنه وعن ممارسيه هو مشاركة في ملاحقة المناضلين وتصفيتهم داخل الوطن وخارجه.
ان هذه الجريمة تفتح الباب على مصراعيه في المواجهة مع كل المتخاذلين وتضع ملف السفارات وفسادها على الطاولة فلا مزيد من الصمت ولن ننتظر ان يكون هناك عمر النايف آخر وآخر ولتصمت كل الأبواق التي هاجمتنا عندما حملنا شخص السفير الفلسطيني في بلغاريا المسؤولية المباشرة عن مصير عمر النايف.
فإننا كنا نحذر من أن يلقى رفيقنا هذا المصير الذي توقعه وتوقعناه منذ اللحظة الأولى في ظل وجود سفير وطاقم للسفارة ومن خلفه وزارة الخارجية الذين كانوا على استعداد لتسليم المطارد والشهيد عمر النايف منذ اللحظة الأولى لولا وجود الضغط الشعبي والرسمي عليهم ووضع الامور امام الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي مما دفع الجميع للتحرك الخجل تبريراً لذاتهم لا أكثر ولا أقل.
اننا في لجنة الأسرى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واذ ننعى رفيقنا الأسير والمطارد والشهيد عمر النايف فإننا نؤكد اننا لن نصمت ولن نتردد عن فضح كل المتواطئين في هذه الجريمة النكراء ونعاهد شعبنا الفلسطيني عامة وعائلة المناضلين عائلة الشهيد عمر ان دمائه لن تذهب هدراً بل ستكون وبالاً على هذا الإحتلال واذنابه في كل اماكن تواجده.
لجنة الاسرى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
26/2/2016
POST A COMMENT.