طرحت استقالة وزير العدل اللبناني أشرف ريفي تساؤلات بشأن مدى تأثيرها على استمرار عمل الحكومة في ضوء الملفات الخلافية التي تسود الساحة، بينما تحاول الحكومة مواجهة تداعيات القرار السعودي بتعليق المساعدات العسكرية للبنان، مصدرة بيانا يشدد على التمسك بالإجماع العربي في القضايا المشتركة.
وفاجأت استقالة ريفي الكثيرين بمن فيهم المقربون رغم أنها لم تأت خارج سياق التطورات والمواقف التي اعتاد على إطلاقها، فمنذ أن قررت محكمة التمييز العسكرية إخلاء سبيل ميشال سماحة الوزير والنائب السابق المحكوم بقضية نقل متفجرات من النظام السوري إلى لبنان ومحاولة تفجيرها شمال البلاد لخلق فتنة طائفية أخذ ريفي على عاتقه مواجهة هذا الملف.
وبعد إحجام الحكومة عن مناقشة الموضوع وتحويله إلى المجلس العدلي اتخذ ريفي المحسوب على تيار المستقبل قراره بالاستقالة منفردا، مبررا ذلك بأن العبث بالدولة ومؤسساتها وصل إلى مستويات خطيرة، إضافة إلى التعطيل الذي فرضه حزب الله وحلفاؤه داخل الحكومة وخارجها، مرورا بعرقلة إحالة ملف للمجلس العدلي وليس انتهاء بتدمير علاقات لبنان مع السعودية.
ولاقت استقالة ريفي تعاطفا شعبيا في أوساط مناصريه بمدينة طرابلس، غير أن التحفظات سرعان ما ظهرت لناحية عدم تنسيق الاستقالة مع زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، وانعكاسات الاستقالة على موقع فريق الـ14 من آذار داخل الحكومة.
وفيما حرص الحريري على وصف ريفي بالصديق أشار إلى اختلافه معه بشأن كيفية معالجة موضوع سماحة الذي “يجب أن ينال العقوبة التي يستحق” كما قال الحريري، مؤكدا أنه في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية فلا توجد حلول سوى أن “نكمل بهذه الحكومة والتروي بكل الخطوات”.
التداعيات
وما قاله الحريري أوضحه القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش الذي أبدى تفهمه لأسباب الاستقالة، لكنه اعتبر أنه كان على ريفي عدم التفرد ودراسة التداعيات التي يمكن أن تسببها.
وأشار علوش في حديثه للجزيرة نت إلى أن قوى الـ14 من آذار وحلفاءها يشكلون الثلثين في الحكومة، معتبرا أنها أضحت رهينة لحزب الله وحلفائه الذين بإمكانهم الدفع باتجاه الفراغ الكامل وإحداث “تغيير جذري” في قواعد النظام اللبناني.
أما أسعد بشارة -مستشار ريفي- فقال للجزيرة نت إن الاستقالة موجهة إلى حزب الله وفريقه وليس لإحداث خلاف ضمن البيت الداخلي، معتبرا أن حزب الله هو الذي عطل نقل ملف سماحة إلى المجلس العدلي، وهو الذي كلف وزير الخارجية جبران باسيل باتخاذ مواقف لإحراج لبنان وإحداث أكبر الأضرار بعلاقته مع السعودية.
واعتبر بشارة أن الاستقالة هدفت إلى إحداث صدمة إيجابية لتصحيح المسار داخل الحكومة وتحقيق التوازن بعد أن كاد حزب الله يحكم السيطرة على قرارها.
وبعد تجاوز الحكومة مبدئيا تداعيات القرار السعودي وخروجها ببيان أكد الالتزام بالتضامن العربي لم ير الكاتب السياسي يونس عوده تأثيرا لاستقالة ريفي على استمرارية العمل الحكومي، ووصف في حديث للجزيرة نت اتهامات ريفي لحزب الله بالكلام السياسي، معتبرا أنه لا توجد أدلة على هذه الاتهامات.
وسيم الزهيري
المصدر: الجزيرة نت
23-2-2016
POST A COMMENT.